|


نبيه ساعاتي
فليرحل أنمار
2019-10-30
علم الإدارة كما يعرفه فريدريك تايلور “أبو الإدارة العلمية”، هو باختصار: الاستخدام الأمثل للموارد المتاحة لتحقيق الأهداف المعلنة. والحديث لا يقتصر هنا على المجال الاقتصادي فحسب، بل ويمتد إلى كافة المجالات الحياتية، بما في ذلك المجال الرياضي.
وفي هذا السياق، فإن أنمار الحائلي، مع الاحترام، تسلَّم قيادة نادي الاتحاد وسط أوضاع تفاؤلية بعد موسم كارثي، كاد يعصف بتاريخ عميد الأندية السعودية، فتمَّت عملية الإنقاذ بنجاح إثر التعديلات التي أدخلت على الفريق، وجعلته ينجو من الهبوط في الأمتار الأخيرة. وكان من المفترض أن يُحسن الرئيس الجديد استخدام الموارد المتاحة، ويعضدها بأدوات مساعدة، لكنه مع الأسف سرَّح لاعبين لن أقول إنهم نجوم، لكنهم على أقل تقدير كانوا أفضل من الذين تم استقطابهم، مثل العسيري، وباجندوح، وسانجو، ورودريجيز، وجوناث، وفي كل مرة يرمي رئيس النادي بالمسؤولية على المدرب.
والواقع، إنني، وعبر هذا المنبر، قلت لأنمار، أن ترمي بالمسؤولية على المدرب فذلك لا يعفيك إطلاقًا منها، وإلا لماذا أنت رئيس النادي؟ وبواقعية أي شخص، يفهم كرة لا يمكن أن يرتكب أخطاءً مثل تلك التي ارتكبها الحائلي، منها التعاقد مع لاعب تجاوز الـ 36 ليجعل من فريقه دارًا للمسنين، ليس ذلك فحسب، بل وبصراحة لا نلمس أي عمل إداري ممنهج، أو لوجستي مقنَّن، حتى روح الاتحاد غابت، والفريق بات محبطًا، وفقدَ هويته، كل ذلك يحدث في ظل وجود مشرف ليس له رصيد رياضي، ومدير بلا مخزون علمي.
وأود أن أقول لأنمار بشفافية: لا أعلم إذا ما كان هناك مَن صدقك القول، وأبلغك بأن الفريق الاتحادي قد دخل دائرة الخطر، ومن الممكن أن يهبط للمرة الأولى في التاريخ إلى الدرجة الأولى، وهو يحمل اسمك رئيسًا، وسيذكرك التاريخ أبدًا بهذه الكارثة، وحيث إنك بتجرد لا تسير بالفريق إلى بر الأمان، فإن إنقاذه يتطلب رحيلك فورًا، وتكليف إدارة أزمات، تستنير برأي أصحاب الخبرة، وتعد العدة لتعاقدات قوية في الشتوية، بحيث تستبدل جميع الأجانب وتبقي فقط على رومارينيو.
وأختم بالقول: نظرًا لأن الاتحاد في نهاية المطاف نادٍ، تملكه الدولة، أعزها الله، لذا نأمل أن يتحرك رئيس هيئة الرياضة لإنقاذ النادي من الغرق، فانهيار الاتحاد سيؤثر سلبًا على المنظومة الرياضية السعودية، وهو أحد أركانها، أما على الجانب الاقتصادي، فإن ذلك سيكلف خسائر مادية ضخمة إثر تراجع قيمته السوقية.