|


فهد الروقي
مخرج الطريق المنحدرة
2019-11-01
مصيبة أن يقود مخرجو المباريات دفتها ويتحكمون في جزء مهم من أحداثها ونتائجها، ويؤثرون بها تأثيرًا مباشرًا يصل لحد تحديد البطل في نهاية المشوار، وبدلاً من اقتصار "النقل التلفزيوني" بكل من وما فيه على وضع المشاهد والجماهير الرياضية في منزلة المشاهدة الماتعة بتوفير أفضل الأجهزة والتقنيات وخيرة الكوادر البشرية.
نجد العكس تمامًا خصوصًا في مهمة المخرجين الذين تحولوا لمشجعين متعصبين أو منفذين لتوجيهات معينة يقودون المباريات في اتجاه "الطريق المنحدرة"، في "ديربي الرياض" وقبل تسجيل النصر هدف الفوز دخل لاعب أصفر احتياطي لأرض الملعب والكرة مازالت مستمرة في اللعب، وهذا في قانون اللعبة مخالفة صريحة تستوجب إلغاء الهدف وإنذار اللاعب المخطئ واحتساب ركلة حرة غير مباشرة للمنافس، وهي لقطة لا يمكن إغفالها أو عدم مشاهدتها، ولا يمكن إحسان النية في عدم عرضها، ولولا كاميرا جوال من المدرجات أظهرت اللقطة بوضوح وتناقلتها البرامج الرياضية وعلق عليها خبراء التحكيم بشبه إجماع لذهبت أدراج الرياح، ليأتي السؤال العريض: لماذا أخفيت هذه اللقطة عن الظهور كما أخفي غيرها وفي مباريات فريق واحد تحديدًا، ولأن الإجابة متعذرة فإن الساحة قد ضجت بالعديد من الأسئلة في ذات السياق، منها الخوف أن ما يحدث هو امتداد لفوضى الموسم الماضي الذي شهد "استثناءات" لا تعد ولا تحصى، بل هل ما يحدث من "مخرجي الطريق المنحدرة" نتيجة ضعف قدرات وأدوات، أم جاء بسبق الإصرار والترصد، وهل لتربع أسماء معينة تتفق في الهوى والميول على مفاصل الإعلام المرئي دور في هذا العبث المشاهد.
كيف يصفي المشاهد البسيط النية وهو يشاهد المخرجين يتجاهلون إعادات للقطات مثيرة للشك؟ بل كيف يتعاملون معهم وهم يعيدون أخطاء ثلاثية الأبعاد لهدف غير شرعي محتسب بعد مرور عشر دقائق من احتسابه، ولماذا لم يعرضوها لغرفة "الفار" ولحكم اللقاء، حتى يتمكن من اتخاذ القرار السليم؟
والمشكلة الأعظم أن الحال إن استمر على ما هو عليه فإن العدل والإنصاف سيغيبان، وسيتمكن من لا يستحق المنافسة أصلاً من الفوز بالألقاب، وهنا يجب أن تتدخل المؤسسة الرياضية الرسمية ووزارة الإعلام وهيئة الإذاعة والتلفزيون، ولا مانع من ممثل لهيئة الرقابة لفتح ملف تحقيق ووقف هذا العبث إن كان ما يفعله المخرجون مقصودًا.

الهاء الرابعة
مضى دهرٌ عليّ وأنتَ ناءِ
وَأشواقُ الفؤادِ بلا انتهاءِ
ألوذُ من الحَنينِ ومنْ ظنوني
كَلَوذِ الطيرِ من مَطَرِ الشتاءِ