|


تركي السهلي
صندوق الحياة
2019-11-04
الأمر الملكي الذي أصدره خادم الحرمين الشريفين بإنشاء صندوق استثماري يرتبط تنظيمياً بصندوق التنمية الوطني ويتولى تمويل الفعاليات المرتبطة بقطاعات الترفيه والثقافة والرياضة والسياحة، سيعطي دفعة هائلة للأنشطة المُنعكسة على جودة الحياة في السعودية.والصندوق يكتسب قوته من رئاسة ولي العهد لمجلس إدارته، كون القرار الحكومي سيكون سريعاً في توجهاته وحراً في أوجه الصرف، بعيداً عن التعقيدات المالية.
وعضوية رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة والشباب يحمل دلالة كبيرة، فالجهاز الذي يتولّى تنفيذ رؤية الرياضة الجديدة في البلاد سيكون حاضراً في كل تفاصيل الصندوق. والمتفحص للخبر المنشور الخاص بالأمر الملكي يقرأ فيه أن الحكومة تريد أن تنطلق بأسرع وقت ممكن نحو بناء مناشط ذات تماس مباشر مع كل الفئات العمرية، وإن كانت الرياضة تستحوذ على اهتمام ومتابعة الشريحة الأكبر من المجتمع، إذ إن 70% دون سن 35 وأكثر من نصف السكان يتابع المحتوى الرياضي في مختلف المنصات. والطريقة التي يتم عبرها تمويل الصندوق ستكون عبر مواسم السعودية، وهذه خطوة بالغة الذكاء ودليل جديد على النجاح في إيجاد موارد مالية غير تقليدية، وتأكيد على أن كل الحراك الحادث في مدن المملكة الكبرى من القطاعات الأربع ما هو إلاّ مسار يتجاوز كل المسارات القديمة في العمل والتأثير. والصندوق استثماري الصبغة، صحيح، لكنه يذهب إلى أبعد من هذا ويجعل من كل مداخيله مُعطاة لتوفير مناخ ينحى بعيداً عن الحالة الاقتصادية الصرفة إلى بناء بيئة صحية وثقافية وترفيهية وسياحية ورياضية لكل الناس. والوقت الذي أُعلن فيه ولادة الصندوق بالغ الأهمية فمعظم الشرائح تجاوزت الجمود ووضعت يدها في يد الأجهزة الحكومية، وبإمكاننا أن نلقي نظرة سريعة على الأرقام المهولة المتفاعلة مع موسم الرياض، لنقطع الشك باليقين في مسألة الإقبال على كل البرامج التي تُعنى بخروج الجمهور من الانغلاق إلى الممارسة الحقيقية العائدة عليهم بالنفع والتعاطي الصحيح. إن الفعاليات الرياضية مجال ضخم لكسب المزيد من التناغم بين أفراد المجتمع ولاستقطاب أكبر قدر ممكن من المناشط العالمية والفرق الدولية، ورسم صورة ممتازة عن البلاد في أذهان الجميع، وقد قطعنا شوطاً كبيراً في التنظيم وتجربتنا في الثلاثة أعوام الماضية تؤسس لأن نمضي في ذلك أكثر، وأنه بات بمقدورنا دعوة العالم على مدار العام لا خلال فترات موسمية، مع اليقين بأن الباب واسع جداً لولوج الفعاليات إلينا كمّاً ونوعاً. لقد أصبحت الأيام لدينا أكثر طراوة وبات المجتمع أكثر تفاعلاً مع صندوق الحياة المدهش.