|


تركي السهلي
أعداء حمد الله
2019-11-09
أمام عبد الرزاق حمد الله اللاعب المغربي في صفوف فريق النصر الأول لكرة القدم، وهداف دوري كأس محمد بن سلمان للمحترفين في نسخته الماضية، طريق طويل وشاق من المواجهة مع أعداء غير محتملين.
شخصياً أرى أن عبد الرزاق يتمتع بخلق رفيع وسلوك منضبط، لكن لديه مشكلة عميقة تتمثل في كونه شخصًا انفعاليًّا ومستفزًّا لخصومه بصمته وأدائه الفني العالي، وهذه منطلقات الحرب عليه وأدوات غيره معه. في مشكلته الأخيرة مع موظفة مطار الملك خالد الدولي في الرياض، كان خطأه الكبير أنه انفعل فخرج من ملعبه وضاع الهدف، وهكذا هو حال المهاجم دائماً لا يعرف في الغالب كيف يدافع، وحين يفعلها يقع في المحظور. لا نطلب من المهاجم الأصفر الفذ أن يكون ملائكياً، لكننا نريد من إدارة نادي النصر ألاّ تتركه وحيداً في صراعه مع الآخرين، وألاّ تسمح له في ذات الوقت أن يتصرف بطريقته لا بطريقة العمل المحترف ومسؤوليات النجومية، لأن اللوم سيقع على الإدارة إن هي أخلت مسؤوليتها، والحقيقة أنها لم تفعل ذلك لكنها غفت عنه قليلاً، وهنا كان الخطأ. إن التعامل المباشر مع الجمهور يحدث يومياً من قبل اللاعبين، وهناك من التفاصيل الكثيرة تدور لكنها في كل الأحوال تحتاج إلى شخصية مليئة بالكياسة حتى تخرج من كل المآزق، وربما يتطلّب الأمر أن تعقد إدارة النادي مزيدًا من الدورات حول طرق التواصل مع الجماهير، فالمسألة لم تعد متروكة لانفعالات الجمهور مع اللاعب، ولا اللاعب مع محيطه الاجتماعي الكبير، فالتماس خطير هنا والردود غير مأمونة. اللاعب غير السعودي بالذات يحتاج إلى من يرشده ويكون إلى جانبه في كل صغيرة وكبيرة، خصوصًا حينما يكون مطلباً جماهيرياً وكل الأعين عليه وعلى الأندية أن تتخلص من كسلها وأن تؤسس لمجال جديد يكون فيه النجم محاطاً برعاية وعناية أشخاص يعرفون كيفية تهيئة اللاعب وحمايته، وإبعاد كل مؤثر عنه، وهذا أمر لا يمكن إغفاله في هذا الوقت بعد أن أصبح الاتصال أكثر اتساعًا ولم يعد ضيقاً كما كان. لقد بذل عبد الرحمن الحلافي جهداً جبّاراً مع كل لاعب نصراوي ووقف مع الجميع وأشعرهم بالقرب منه، لكن هذا لا يكفي فالمسائل لا تؤخذ بالود دائماً ولا بالعلاقات الأخوية الطيبة، بل لا بد من نظام إداري وإجراءات تحفظ لكل فرد حقه ودوره أيضاً، والعمل المبني على نظام واضح هو من يستمر لا العمل العاطفي المؤقت، وهنا لا بد لإدارة النصر أن تتخلص من سياسة العواطف.