|


أحمد الحامد⁩
كلام في الكورة
2019-11-11
ـ لا أكتب عن الرياضة، ليس لأني لا أحب الكتابة عنها، بل لأن الكثير من الناس دخلوا باب الرياضة دون أن يتعلموا عند باب الدخول معنى كلمة الرياضة، وأنها لتهذيب الروح وتقبل الخسارة قبل الإصرار على الفوز الذي يجب أن يكون بطرق أخلاقية.
بعضهم مهما تقدم في السن يصبح شخصًا أحمق عندما يستمع إلى رأي تطرحه لا تتوافق فيه مع رأيه أو لا يستلطف مزحة لتلطيف الأجواء فيراها تهجمًا على فريقه. للأسف بعض الناس يجبرونا على أن نصل معهم للمرحلة التي نفرغ كرة القدم من مفاهيمها ومعانيها لنقول لهم: تراها جلدة منفوخة!، أصبحت أشعر أحيانًا لدرجة تعصب البعض كرويًا أنهم أناس بلا أهداف أو غايات في الحياة فبحثوا عن شيء يظهر به صوتهم بأي شكل من الأشكال كونهم فشلوا في أن يكون لهم شأن ما في الحياة فاختاروا أن يرفعوا صوتهم المزعج عبر تشجيعهم لفريق كورة يكون هو دليل وجودهم في الحياة، ويكون الحديث عن فريقهم من خلال شتم الفرق الأخرى ومشجعيها هو اللغة الوحيدة التي يجيدوها، هم يشتمون إذن هم موجودون!
ـ في الديربي الأخير بين الهلال والنصر تحدثت مع زميلتي في البرنامج هيفاء الحسن عن المباراة قبل انطلاقتها بساعات، كنت قد قلت بأني أشجع الهلال بينما زميلتي هيفاء تشجع النصر، تحدثنا عن أمنياتنا وتوقعاتنا، كل ذلك في أجواء ودية، ثم قدمنا فقراتنا الأخرى التي لا علاقة لها بالرياضة.
بعد دقائق وصلتني رسالة كلها شتائم من مشجع يقول بأنني تعديت على كيان فريقه، أجبته على الهواء دون أن أطيل بأنه لن يصدق بأنني أحب النصر فعلًا لكنني أشجع الهلال، هذا ما أشعر به تجاه النصر، وأنني لا أرى الرياضة إلا بأهدافها النبيلة ولا أرى أنها تستحق أن تكون هي الإنسان الوحيد في الحياة الواسعة.
لم أرد على تهمة أنني تعديت على كيان أحد لأن ذلك لم يحصل فأنا تحدثت عن الهلال الذي أشجعه لا عن فريق آخر. حينها تذكرت أيضًا بأنني لا أتحدث عادة عن كرة القدم في برامجي لأنني أعرف أن الحديث عنها غير صالح للحديث.
ـ تمنيت من كل المتعصبين في عالمنا العربي أن يتذكروا دائمًا أنهم بعد كل تعصبهم هذا أن مستوى الكرة العربية في الأساس غير متقدم ومتواضع و”يفشّل” مقارنة مع الفرق الأوروبية.