|


حسن عبد القادر
أخضرنا مصدر سعادتنا
2019-11-15
للفوز طعم خاص يجبّ ما قبله. عندما تنتصر تنسى هفوات الدفاع وسلبية المهاجمين وبطء اللاعبين، وتتذكر فقط أنك وضعت في مزودتك ثلاث نقاط وصدارة.
في طشقند حضرت الموهبة والحلول الفردية ورغبة اللاعبين. لم يكن أخضرنا بأفضل حال كما كان يردد معلق اللقاء سمير المعيرفي.
لقاء الصدارة كان يحتاج للفوز ولا غيره، كانت دقائق قاتلة شعرنا وقتها أن لاعبينا سيعودون بيد فارغة وأخرى لا شيء فيها. إلا أن تسديدة الفرج كانت مفتاحًا لجهة أخرى كان فيها الفرح حاضرًا بعد أن قدم سالم الدوسري كل خبرته وبرودة أعصابه ووضع الكرة بالطريقة التي لا يمكن أن تهز الشباك بأي شكل آخر غير الذي لعبها به.
في مجمل اللقاء كان الأوزبك يحاولون أن يبحثوا عن ثقوب يصلون من خلالها لمرمى العويس، لم يكونوا بالمنتخب المخيف ولا ذلك الممتع لعبًا وأسلوبًا وطريقة.
أخضرنا الكبير في طور بناء الشخصية ويحتاج للوقت حتى يكون لنفسه سمة وخاصية يعيد بها وهجه الذي فقده منذ سنوات طويلة.
في كرة القدم بناء الشخصية لا يأتي بكثرة الإحلال في كل تشكيلة، يحتاج إلى وقت للتجانس والتفاهم وبناء الثقة بين من يقود الدفة على الدكة وبين من ينفذ التعليمات داخل الملعب، وهذا ما نطمح إليه. لا يزال الأخضر يسير نحو الهدف إلا أنه لم يحققه حتى الآن، علينا كإعلام أن نكون عونًا لهم ودعمًا لمسيرتهم، وألا ننظر لهم بقمصان الأندية ومن هذا الباب يجب أن يكون دعمنا وانتقادنا وإشادتنا.
سنوات طويلة وأخضرنا يقع فريسة لميولنا، نحاكمه من خلال الأندية ونصفي الحسابات معه من خلال آراء أحادية لا تقبل لرأي آخر ولا تستمع لنصيحة صادقة.
دعونا نفتح صفحة جديدة مع أخضرنا الكبير، وأن نكون منطقيين إذا لم نستطع أن نكون محايدين. ننتقد بصدق ونعاتب بحرص ونفرح للجميع إن أجادوا. انتقائية الأسماء لم تقدمنا خطوات للأمام، ولم تورث لنا إلا منتخبًا هشًّا يسقط عند الاختبارات الكبيرة. دعونا نجرب أن ننظر للمنتخب بعيون خضراء وأن نتعامل معه أنه مصدر فخرنا وسعادتنا وسفيرنا في كل محفل. عندها ستسقط قناعات بالية وأفكار عشعشت في عقول الكثيرين، وسنقول كلنا بصوت واحد أخضرنا الكبير يجمعنا ولا يفرقنا.