|


محمد الغامدي
صنع بالنصر.. هل نجح؟
2019-11-15
قبل سنوات أطلق هاني الداود مدير الفئات السنية بنادي النصر عبارة “صنع في النصر”، بعد الاكتساح الذي كانت عليه الفرق السنية خلال السنوات العشر الماضية، وسيطرة الناشئين والشباب على البطولات.
وكان نتاج ذلك إمداد المنتخبات السنية بعدد كبير من اللاعبين كان آخرهم تواجد ستة لاعبين في منتخب تحت 19 عامًا الصاعد للتو لنهائيات كأس آسيا في أوزبكستان العام القادم، وقبلها انضمام خمسة لاعبين لمنتخب تحت 16 عامًا الصاعد أيضًا لنهائيات آسيا في البحرين.
العمل المتكامل من تواجد أجهزة تدريبية ذات كفاءة وإداريين قادرين على جلب عناصر بارزة وبنية تحتية داخل النادي، واهتمام سابق من إدارة الأمير فيصل بن تركي قاد النصر لتحقيق البطولات، فكانت تلك المخرجات التي ضمتها المنتخبات السنية، ولم ينقطع هذا العمل خلال إدارتين مختلفتين، فالموسم الماضي جلب النصر البرتغالي هيلدر وطاقمًا تدريبيًا متكاملاً، وحقق خلاله شباب النصر بطولة الدوري وهذا الموسم اهتمت إدارة الدكتور صفوان السويكت بجلب البرتغالي جوان لويس أحد المختصين بهذه الفئة، وصاحب تاريخ كبير لقيادة الفئات السنية مع طاقم متكامل بهدف الاستمرار في نفس النهج الذي كان عليه القطاع خلال العقد الماضي.
إعادة هاني الداود كمشرف إداري لهذا القطاع تمثل هذا الموسم نجاح إداري في استقطاب اسم يحمل سيرة بارزة، فهو المؤهل بتخصصه التعليمي بدرجة الماجستير في رعاية الموهوبين إلى جانب خبرته الإدارية التي استقاها من العمل الميداني لأكثر من خمس سنوات، ما يعني استمرارية النجاح داخل منظومة القطاع.
الإشكالية التي يفترض النظر لها بعين الاعتبار تكمن في استراتيجية العمل وتحديد الأولويات بمعنى أن تحقيق البطولات أمر مهم، ولكن ضخ أسماء واعدة للفريق للأول أمر أهم، فالبطولات قد تأتي من لاعبين يمكن أن يتوقف تطورهم في حدود الفئات السنية وتتلاشى قدراتهم مع صعودهم؛ لذا فالبناء يفترض لمدى إلحاجه لمراكز يوصي بها المدرب للفريق الأول.
لو أعدنا الذاكرة لوجدنا أن سنوات طويلة لم تقدم الفئات السنية بالنصر من مخرجاتها لاعبون في ظهيري الجنب وصناعة اللعب، برغم إحرازها البطولات وضخها لاعبين بارزين للمنتخبات السنية في مراكز مختلفة وهو تأكيد على تغيير استراتيجية العمل، وأن يكون الاتجاه لحاجة الفريق الأول الفنية لبعض المراكز، وهو أمر يتطلب التضحية ببعض اللاعبين الذين لا يمكن تطورهم ويتوقف عطاؤهم في الفئات السنية حتى لو تحققت البطولات عن طريقهم.