العود لا يحتاج إلى تعريف، بل إلى احترام. تلك الآلة التي حافظت على هوية الفن العربي.
العازف تربطه علاقة بالعود أشبه بالزواج الكاثوليكي لا طلاق فيه.. والعاشق يستمتع بنغماته وينتظر اللحظة التي يمسك فيها الريشة.. أما الكاره فيراه قطعة خشب يفكر في الشتاء ليرميها في موقده.
لن أسهب في تعريف العود.. فقبل أيام عدة كتبت الزميلة حنان الصقير قصة خبرية رائعة.. تحت عنوان “مزاد العود يفتح التاريخ ويوسع الجغرافيا” هنا في صحيفة “الرياضية”.. القصة تستحق القراءة.
ولكني سأتكلم عن العوكان”.. أهم وسائل الترفيه بالنسبة لنا.
في الحارة نتجول سويًّا أنا وصديق عزيز.. كنّا مغرمين بعزف الفنانين الشعبيين بشير شنان وفهد بن سعيد والأحسائي..
في لحظة جنونية طرأت فكرة: لماذا لا نتعلم عزف العود؟.. وقبل ذلك من أين نشتريه؟.. سألنا “جوجل ماب” في أيامنا، وهو عبارة عن نافذة السيارة ننزلها ونسأل من جانبنا في إشارة المرور.. وكل شخص يفتي على هواه.. الكل يعرفون المكان وفي الحقيقة لا يعرفونه.. “استشعروا نعمة التقنية الحديثة والذكية”.
بعد كرٍّ وفرٍّ وصلنا “الحلة” مكان بيع الأعواد.. الموازنة تقارب 200 ريال.. حاولنا في البائع واشتريناه بـ180 ريالاً.. المتبقي تعشينا به لحمة راس.. “محلات اشتهرت فيها الحلة عبارة عن تكسير رأس الخروف وأكل ما بداخله”..
عدنا إلى الحارة.. العود تقاسمناه بالعدل يوم ويوم بحسب الأجواء المنزلية.. العود وقتها كان مقياسًا للانحراف عند بعض الأهالي لا أعرف لماذا؟
بعد المضايقات المنزلية قررنا أن نتجه إلى الأراضي الخالية.. لنعزف ونتعلم.. بالفعل استمتعنا.. مرة في العمارية وأخرى في الثمامة.. أتقنا العزف قليلاً.. ترفيه جميل.. نقضي ساعات مع العود ونعود.. لا نضايق أحدًا.. في ليلة.. البدر مكتمل والأجواء شاعرية والنغمات تخرج من دون ضرب الوتر.. الأحاسيس تتفجر.. فجأة سيارة تقف.. رجلان يتقدمان.. أوقفنا العزف.. أحدهما يتحدث: “وش تسوون هنا؟”.. أجبته.. “نتسامر مع العود وما حولنا أحد نزعجه”.. رد بصوت مرعب: “تبيني أكسر العود على راسك”.. التفتُّ إلى صديقي وذكرته بتكسير رأس الخروف.. يبدو أنه انتقم منا.
قلت له: “ليه تكسر العود.. ووش معنا على راسي تقدر تكسّره بعيد”.. كانت حجته بأن العود يدخل في مسائل لا أريد الخوض فيها.. انتهت الجلسة الطربية.. بتهديد ووعيد.
أمس الأول أشاهد العود مرفوع الرأس ويقام له مزاد أمام الجميع.. سعر عود راشد الماجد يصل 600 ألف ريال، والمستفيد الجمعيات الخيرية.. رسالة العود نبيلة...
العازف تربطه علاقة بالعود أشبه بالزواج الكاثوليكي لا طلاق فيه.. والعاشق يستمتع بنغماته وينتظر اللحظة التي يمسك فيها الريشة.. أما الكاره فيراه قطعة خشب يفكر في الشتاء ليرميها في موقده.
لن أسهب في تعريف العود.. فقبل أيام عدة كتبت الزميلة حنان الصقير قصة خبرية رائعة.. تحت عنوان “مزاد العود يفتح التاريخ ويوسع الجغرافيا” هنا في صحيفة “الرياضية”.. القصة تستحق القراءة.
ولكني سأتكلم عن العوكان”.. أهم وسائل الترفيه بالنسبة لنا.
في الحارة نتجول سويًّا أنا وصديق عزيز.. كنّا مغرمين بعزف الفنانين الشعبيين بشير شنان وفهد بن سعيد والأحسائي..
في لحظة جنونية طرأت فكرة: لماذا لا نتعلم عزف العود؟.. وقبل ذلك من أين نشتريه؟.. سألنا “جوجل ماب” في أيامنا، وهو عبارة عن نافذة السيارة ننزلها ونسأل من جانبنا في إشارة المرور.. وكل شخص يفتي على هواه.. الكل يعرفون المكان وفي الحقيقة لا يعرفونه.. “استشعروا نعمة التقنية الحديثة والذكية”.
بعد كرٍّ وفرٍّ وصلنا “الحلة” مكان بيع الأعواد.. الموازنة تقارب 200 ريال.. حاولنا في البائع واشتريناه بـ180 ريالاً.. المتبقي تعشينا به لحمة راس.. “محلات اشتهرت فيها الحلة عبارة عن تكسير رأس الخروف وأكل ما بداخله”..
عدنا إلى الحارة.. العود تقاسمناه بالعدل يوم ويوم بحسب الأجواء المنزلية.. العود وقتها كان مقياسًا للانحراف عند بعض الأهالي لا أعرف لماذا؟
بعد المضايقات المنزلية قررنا أن نتجه إلى الأراضي الخالية.. لنعزف ونتعلم.. بالفعل استمتعنا.. مرة في العمارية وأخرى في الثمامة.. أتقنا العزف قليلاً.. ترفيه جميل.. نقضي ساعات مع العود ونعود.. لا نضايق أحدًا.. في ليلة.. البدر مكتمل والأجواء شاعرية والنغمات تخرج من دون ضرب الوتر.. الأحاسيس تتفجر.. فجأة سيارة تقف.. رجلان يتقدمان.. أوقفنا العزف.. أحدهما يتحدث: “وش تسوون هنا؟”.. أجبته.. “نتسامر مع العود وما حولنا أحد نزعجه”.. رد بصوت مرعب: “تبيني أكسر العود على راسك”.. التفتُّ إلى صديقي وذكرته بتكسير رأس الخروف.. يبدو أنه انتقم منا.
قلت له: “ليه تكسر العود.. ووش معنا على راسي تقدر تكسّره بعيد”.. كانت حجته بأن العود يدخل في مسائل لا أريد الخوض فيها.. انتهت الجلسة الطربية.. بتهديد ووعيد.
أمس الأول أشاهد العود مرفوع الرأس ويقام له مزاد أمام الجميع.. سعر عود راشد الماجد يصل 600 ألف ريال، والمستفيد الجمعيات الخيرية.. رسالة العود نبيلة...