|


أحمد الحامد⁩
نقلاً عن
2019-11-23
في البرنامج اليومي الذي أشترك في تقديمه توجد فقرة اسمها "نقلاً عن"، وهي ما ننقله من آراء أصحاب التجارب، الفقرة جميلة كونها تحمل أفكاراً تستحق التأمل والنقاش والإعجاب، اليوم راجعت بعض ما نقلناه للمستمع طوال أكثر من 30 حلقة.
اكتشفت أنني نسيت الكثير منها رغم إعحابي بها أثناء تقديمها للمستمع، النسيان طبع بشري قديم، ونعمة من نعم الله على الإنسان، استوقفتني هذه المقولة لماكس فيبر وجعلتني أتذكر كل آرائي واعتقاداتي التي طردتها الأيام والسنوات من عقلي، لتحل محلها اعتقادات أخرى لا أعلم متى ستطرد مجدداً: "الإنسان عالق في شبكات رمزية، نسجها بنفسه حول نفسه"، مع تقدم العمر تتضح للإنسان تلك الأخطاء التي ارتكبها في شبابه، أخطاء طالما افتخر واعتز بها حتى اكتشف ظلمه لنفسه بسبب جهله وسوء تقديره، إذا بدأ الإنسان الندم على بعض أفعاله الخاطئة فهذا دليل على تطوره، جورج روالت قال ذلك: "من لا يندم على الخطأ لا يتغير"، في الحقيقة أنني كابرت على بعض الأخطاء ولم أعترف بفعلي لها حتى بدأت أحرج منها كلما تذكرتها، خصوصاً تلك التي كانت في مضمار العمل، من الجيد أن نندم على الأخطاء حتى نشعر بسوء تصرفنا فلا نكرره، حتى كلماتنا التي ترافقنا في بعض الأماكن والمواقف، قد تودي بنا إلى ما لا نريد أو نتمنى، أو قد تفتح لنا بيبانًا لم نظن يوماً أنها ستفتح، هذا ما أكدته باولو كويلو: "ليس الشر في ما يدخل فم الإنسان، بل في ما يخرج منه!"، أواصل معكم الفقرة الإذاعية التي حولتها اليوم إلى فقرة مكتوبة، في عالم الأعمال والتجارة يقال بأن الفكرة الممتازة لا تكفي، بل يجب أن تأتي هذه الفكرة الممتازة في التوقيت الممتاز، وإلا لن يصبح لها قيمة، فيكتور هوجو يقول ذلك: "ليس هناك أقوى من فكرة تجيء في زمانها"، أحياناً قد يسبق المرء الزمن بفكرة متقدمة، ورغم تميز صاحبها إلا أنها تصبح بدون فائدة كونها لن تنفع لأنها لن تستخدم، في الأيام القليلة اختبرت صبري واستطعت أن أحقق النجاح لغاية الآن، ذلك أنني كتمت غضبي وأطلت صبري، بدأت أحصل على مكاسب هذا الصبر، الصبر لا يخذل أحداً، الكل يقول ذلك ومن ضمنهم أندرو كارنجي: "الإنسان الذي يمكنه إتقان الصبر يمكنه إتقان أي شيء آخر"، اليوم تتوافر الحكم والنصائح في كل مكان، لكن كل هذا الكم لم يضمن لإنسان اليوم الفائدة والتغير نحو الأفضل كونه يعيش بين ما نسجه بنفسه حول نفسه وبين نسيانه وعدم إتقانه الصبر.