|


هيا الغامدي
كأس الخليج «بطولة النفسيات»
2019-12-01
في مباريات كرة القدم، تلعب النواحي النفسية دورًا رئيسًا، خاصةً في المباريات التي يكون طابعها نفسيًّا بحتًا! كما أنها تؤثر في غيرها من النواحي البدنية والفنية والذهنية والتكتيكية...! لذا من أهم عوامل الإعداد المبكر للمباريات عامل “التهيئة النفسية”، لأن هناك استراتيجيات، تقع ضمنها، من أهمها كيفية التعامل مع “الضغوط” معك وعليك، وتعامل اللاعب معها من ناحية الافتكاك من ضغط الخصم بطرق وأساليب مختلفة.
وفي المقابل، كيفية عمل ضغوط نفسية على الخصم بطرق مختلفة للسيطرة والتفوق عليه! وأهم ما يجب أن يدركه لاعبونا الإيمان بالحكمة النفسية القائلة: “أنت ما تعتقده عن نفسك”. فنظرتك لنفسك من الداخل، تنعكس على عملك في الخارج، فالله لا يُغيِّر ما بقوم حتى يُغيِّروا ما بأنفسهم، ونصيحتي لك أخي اللاعب بأن تخرج إحساس “الشعور بالانهزامية” من حيز تفكيرك، وقتها فقط ستشعر بطاقة إيجابية عالية، وثقة في النفس، وإيمان في القدرات، وسينعكس ذلك على أدائك في الملعب، وسيحدد قدرتك على العطاء!
ومثل هذه المباريات “الخليج” بالذات، تُلعب على النواحي النفسية، وتحتاج إلى “مضاد نفسي مكتسب”، لأنها تقوم بأكثريتها على العامل النفسي، فمن يملك زمامه، يتفوق مهما كان حجمه ومستواه، فهو تيرمومتر الأداء والعطاء! مدرب منتخبنا رينارد، يجب أن يرفع من سقف طموحاته، ويدرك أنه يدرب أفضل فريق في البطولة “المنتخب المونديالي”، وأن يثق في نفسه وعناصره، ويضع في اعتباره المساحة والاهتمام بهذا العنصر، فهناك مباريات برمتها مجرد “حرب نفسية” بحتة، تحتاج إلى اللعب على النواحي النفسية لكسبها والتأثير فيها!
وأيضًا ما مضى مضى، ونحن الآن أمام مباراة مقبلة، هي مفترق طرق، بل نهائي مبكر أمام منتخب عُمان، حامل اللقب، المنتخب العنيد المنظَّم القوي، ومن المهم أن نكسب مباراتنا معه، إذ نحتاج إلى الفوز للعبور، بعيدًا عن الحسابات المعقدة، فلا نُدخل أنفسنا “بحسنة الآخرين” التي قد تكون في حكم المحال! ثقتنا في منتخبنا كما هي “لا تتجزأ”. الجميع خبرة وعنصر شاب، عليهم أن يواصلوا المسير بخطى أكثر ثباتًا وتركيزًا، فهم الأفضل، وأن يصلوا إلى المربع الذهبي! المنتخب العماني الوحيد ربما في المجموعة الذي لا يحتاج إلا إلى التعادل فقط، ويجب أن نجتهد من البداية بالتسجيل والحفاظ على شباكنا، خاصة أن فرص منتخبات المجموعة جميعها لا تزال مفتوحة بنسب متفاوتة، وإن كنا نحتاج مع الكويت إلى الفوز فقط، فيما لا يكفي مجرد الفوز منتخب البحرين الشقيق! كل الحب والدعم والثقة في منتخبنا الوطني، والدعوات بالتوفيق لآخر نفس في البطولة!