|


أحمد الحامد⁩
الإمارات 48
2019-12-02
لم أرَ أحداً لا يحب الإمارات، والتقيت بالكثيرين الذين يتمنون العيش فيها، وقرأت سير العديد من الشخصيات التي وصفت فترة إقامتها في الإمارات بأنها أجمل سنوات حياتها، وهأنذا أيضاً أرى أن فترة إقامتي في الإمارات التي امتدت إلى 14 عاماً كانت أجمل وأفضل مكان أقمت فيه طوال حياتي قبل أن أغادرها بسنوات قليلة.
في الإمارات خلطة عجيبة يندر تواجدها في البلدان الأخرى، فهي دولة متطورة جداً على مستوى الخدمات بصورة عامة، وتتفوق على كل الدول الأوروبية، بل كل دول العالم في سهولة إنجاز معاملات المواطنين والمقيمين، في إحدى المرات طلب مني صديق أن أستخرج له فيزا لزيارتي، أرسل صورة جواز سفره، بعدها بساعتين أرسلت له صورة للفيزا، لم يصدق تلك السرعة وشك في أمر الفيزا التي أرسلتها له عبر الواتساب، واضطررت أن أشرح له بأن الإمارات تختلف عن دول العالم، لا أعلم كيف استطاع قادة الإمارات من صنع هذا التمازج السكاني العجيب دون أن يشعر المقيم بتفرقة ما، أو أنه مقيم من درجة ثانية أو ثالثة، فالقانون هناك يطبّق على الجميع، وهذا ما أشعر الجميع أيضاً بالعدالة، كما أن الشعور بالأمن جعل من خيار الإقامة بها خياراً راجحاً لكل باحث عن مكان آمن ومتطور يستطيع المقيم فيه أن يجد أفضل الخدمات الصحية والتعليمية، كما أنه فتح آفاق السياحة في هذا البلد الحديث الذي تفوق في هذه الصناعة على العديد من البلدان، التي نشأت منذ مئات السنين، دولة الإمارات نموذج يستحق أن يدرس كنموذج ناجح متعدد مصادر الدخل ونموذج رائع للتعايش بين 190 جنسية، بعد كل هذا التطور والنجاح استطاع الإماراتيون أن يحافظوا على هويتهم وعلى تراثهم، بل نقلوه لكل الملايين الذين تعايشوا معهم، طيبة وكرم الشخصية الإماراتية لا نقاش فيها، بل إنهم عرفوا ومنذ زمن بهذه الصفات العربية النبيلة، في أحد الأيام توجهت من دبي لزيارة صديق في أبو ظبي، ما إن وصلت إلى أبو ظبي حتى أضعت الطريق فأوقفت مواطناً إماراتياً، نزل من سيارته فتوجهت إليه وسألته عن الطريق المؤدي إلى منزل صديقي، أجابني بأنه يستطيع أن يصف لي المكان لكنه سيفعل ذلك بعد أن أذهب معه إلى بيته لتناول وجبة الغداء، لا عجب في ذلك، فالإماراتيون جميعاً أبناء زايد رحمه الله، تلك الشخصية العربية المشهورة بكرمها وحكمتها وشجاعتها، حفظ الله الإمارات، وكل عام وهي بخير في يومها الوطني الـ48.