|


أحمد الحامد⁩
تغريدات الطائر الأزرق
2019-12-05
اليوم الجمعة، تويتر في الأيام الماضية حمل مشاهد حزينة برحيل صالح علماني الذي ترجم عشرات الروايات العالمية ووضع ما كتب باللاتينية بين أيدينا، وكأن اللاتينيين عرب أو كأننا نحن العرب لاتينيون، مئات الحسابات على تويتر نشرت وعلقت على رحيله.
صالح ترجم مئة عام من العزلة للعربية دون أن يكلفه أحد بترجمتها، من ذلك نفهم لماذا أصبح مترجماً متميزاً، إنه الحب والإخلاص لهذا الحب، كان قد كتب روايته الأولى، لكنه مزقها قبل أن يعمل على تنقيحها ونشرها، هذا الرجل لم يكن يريد أن يكون عادياً لذلك قال: “أن تكون مترجماً مهماً أفضل من أن تكون روائياً سيئاً!”، في الأسبوع الماضي أيضاً غادرنا المغني الشعبي “شعبان عبد الرحيم”، تفاجأت بهذا الرحيل، لم أكن أعلم أن شعبولا الطيّب يعاني من مرض ما، زاد احترامي بعمرو موسى عندما ذهب وقدم واجب العزاء بشعبان عبد الرحيم، عمرو موسى سبق أن قال إن شعبان رحمه الله كان من أسباب خروجه من وزارة الخارجية، لأن شعبولا طار باسمه في كل مكان عندما غنى أنا بكره إسرائيل وبحب عمرو موسى، شعبان كان قد فقد زوجته قبل سنوات، حزن على فراقها جداً، كان يحبها حباً يشبه بساطة الحارات الشعبية، البساطة لدرجة الصدق، قال عنها بعد رحيلها “مفيش أي واحدة ست تحل محل مراتي مهما كانت هي مين.. كانت ماسكة سلك الكهربا معايا.. يعني كنت أنا وهي نقول للرصيف تعالى كده شوية ننام جنبك”، رحم الله من رحلوا وأطال الله في أعماركم، أذهب لتغريدات تويتر، حساب أصدقاء الليل غرد بلهجة مصرية “لما بتحس إن الحتة مش ليك، امشي”، تماماً كما قال هذا الحساب “امشي”، قال أحد الحكماء: “القرارات التي تصنعها الكرامة صائبة حتى إن أوجعتك!”، حساب تغذية بصرية غرد بما لا علاقة له بمعنى حسابه، أعتقد بأن صاحب الحساب ندم على ما تفوه به يوماً، أو أنه تعب من كثرة ما تحدث عن أمر ما دون طائل أو نتيجة: “فاتورة التليفون هي أبلغ دليل على أن الصمت والهدوء أوفر بكثير من الكلام”، أخيراً أختم بمن بدأت به، وليد الشهري غرد بمقولة اقتبسها من لقاء أجري مع صالح علماني: “على المترجم ألا يظهر، وأن يبقى في الظل”.