|


مساعد العبدلي
كأس المحبة
2019-12-08
تذكرت المثل الشعبي “جاء يطل غلب الكل”، وأنا أتابع تأهل منتخبي السعودية والبحرين إلى نهائي دورة كأس الخليج “خليجي 24”، وهما المنتخبان اللذان لم يحسما أمر مشاركتهما في هذه النسخة إلا قبل انطلاقها بأقل من 10 أيام..
ـ هل حدوث هذا “تأهل منتخبين للنهائي قبل بدء المنافسات بأيام قليلة” يعني قوة المنتخبين أم ضعف الدورة بشكل عام، أم أن بقية المنتخبات “مضخمة” إعلاميًّا. أم كل هذه الأسباب؟
ـ بل لو أن نظام “المراهنات” يجد مساحة له في هذه الدورة لخسر “كل” المراهنين، لأنني متأكد “أو قريب من القناعة” بأنه لم يكن هناك “شخص واحد” توقع أن يصل للنهائي منتخبا السعودية والبحرين..
ـ عموماً حدث ما حدث على أرض الواقع، وأكدت لنا كرة القدم من جديد أنها لا تخضع “لمعايير” ولا “لمنطق”، وأن نتائجها تتحدد على أرض الملعب فقط.
ـ كرة القدم في “خليجي 24” كانت منصفة للمنتخبين السعودي والبحريني ووصلا للنهائي، لأنهما كانا “الأفضل” والأكثر “تدرجاً” على الصعيد “الفني” خلال مسار الدورة.
ـ لدى المنتخبين مدربان قديران كشفا عن كفاءتهما “الفنية” خلال مباريات دور المجموعات، ومن ثم الدور نصف النهائي سواء من خلال “تدوير” اللاعبين أو تغيير النهج “التكتيكي” من مباراة لأخرى، وفقاً لظروف المنتخب المقابل.
ـ أما الحديث عن مباراة الليلة “النهائية” مباراة “اللقب”، فيحلو الحديث عنها لأنها تضم منتخبين يملكان كل مقومات تقديم المستوى الفني وحظوظ الفوز بالكأس، وفي ذات الوقت تعيش جماهير المنتخبين حالة متميزة من السعادة والفرح والانتعاش، لدرجة أنني أصف هذا النهائي “بنهائي المحبة”.
ـ منذ انتهاء الدور نصف النهائي وتأهل المنتخبين السعودي والبحريني وكل المنتمين للبلدين يتبادلون التهاني مهنئين بعضهم بالوصول للنهائي، “مؤكدين” أنه أينما ذهبت الكأس فهي في بلدها.
ـ كسعودي “من حقي” أن أتمنى أن تكون الكأس من نصيب منتخبنا، فالوطن غال وعال ولا يعلو فوقه شيء..هكذا تعودنا.. نحب الوطن ونعشقه ونتمنى أن يكون دوماً فوق الجميع في كل المجالات.
ـ لكن لو ذهبت الكأس للبحرين للأشقاء في البحرين فسنكون “أول” المهنئين لأننا نشعر بأننا وطن وشعب واحد تجمعنا المحبة، ولا يمكن أن تتسبب “كأس” في حزن أي جانب من الطرفين.
ـ لن نحزن لو حققت البحرين “أول” لقب خليجي، وهي التي انطلقت من أرضها هذه الدورة قبل 50 عاماً.. “عام 1970”.
ـ لكنني أكرر.. وطني يأتي أولاً.