|


أحمد الحامد⁩
عالم الأسماء 1
2019-12-08
الأسماء حل عبقري من الإنسان ضمن تنظيمه لسير الأمور من حوله، ولو أنه لم يصل لهذا الحل المهم لغرق في فوضى تشبه زحمة السيارات عند تقاطع إشارات مرور متعطلة، اضطر أن يبتكر أسماءً ويطلقها على بعض الأشياء.
لكن بعض الأشياء أسمتها الصدفة ولم يختر لها الإنسان اسماً منتقىً، عندما وصل الأوروبيون إلى أستراليا سألوا السكان الأصليين عن اسم الحيوان الذي لا يتوقف عن القفز، أجابهم السكان: كانغارو، أطلق هذا الاسم على الكنغر وانتشر عالمياً، بينما كان السكان الأصليون يقولون للأوروبيين: كنغا رو، أي: لا نعرف ما تقولون.
لقبت لندن بمدينة الضباب، أعجب الشعراء بهذا الاسم، وراح العشاق يتصورون أنفسهم وهم يمشون في شوارع لندن بعيداً عن أعين العذال والمراقبين، بينما يحيطهم الضباب من كل مكان، عندما وصلت إلى لندن تساءلت عدة مرات أين الضباب؟ بعد مدة اكتشفت أن هذا اللقب لا علاقة له بالضباب، إنما وصفت بذلك بسبب الدخان الذي كان يغطي مساحات من مناطقها نتيجة احتراق الخشب الذي كان يستخدم لتوليد الطاقة قبل استعمال الفحم، وكان هذا الدخان في فصل الشتاء يندمج مع بعض الضباب فيشكلان هواءً ملوثاً، لكن ذلك لا يعني أن لندن لم تحافظ على رومانسيتها وكأنها مدينة لا تكبر، وردة النرجس سميت بهذا الاسم حسب ما تقول المصادر وأرجو أن تكون صادقة، وأنها شاهدت الحادثة أن شاباً كان ابن رجل اسمه سيفيسوس، رأى هذا الشاب انعكاس صورته على الماء فاعتقد أنه رأى حورية فقفز إليها فغرق ومات، وعندما جاءت الحوريات لاستلام جسده وجدوا زهرة أسموها نرجس على اسم الشاب تكريماً له، أظن أن هذه القصة قام بتأليفها مزارع يزرع ورود النرجس، حتى يفتح سوقاً لوروده التي يبيعها، صدقوني خلف كل عادات يُدفع فيها المال يقف تاجر ينظر إلينا بابتسامة عريضة وجيوب منتفخة، أخيراً لابد أن يعرف المدخنون السبب الحقيقي وراء تسمية التبغ بهذا الاسم، يقال إن كولومبوس رأى قبائل الأراواكس وهي تدخن التبغ عبر أنبوب يسمونه تاباقو، وفي العام 1559 قام البحار الفرنسي نيكوت “النيكوتين نسبة لنيكوت” باستيراد التبغ وأدخله إلى أوروبا وأتى بكل هذا الوبال على الإنسان، عالم الأسماء ممتع وجميل وأحياناً حزين كما هي قصة “الكرافتة”.. أقولها لكم غداً.