|


أحمد الحامد⁩
عالم الأسماء 2
2019-12-09
أكمل اليوم ما بدأته بالأمس عن أسباب حصول بعض الأشياء على أسمائها التي عرفناها بها، لم أكن أعلم أن سيارة المرسيدس الفاخرة نسبة للفتاة مرسيدس ابنة مالك الشركة، الغريب أن اسم مرسيدس أصبح هو اسم الشركة بعد نجاح سيارة مرسيدس وأزاح الاسم الأصلي للشركة بنز دايملر، هذا ما يفعله النجاح وما أجمل ما يفعله، له طعم جميل كالعسل، يجذب إليه الناس، حتى أولئك الذين كانوا يحاولون منعه من أن يتحقق! عكس الفشل الذي يتبرأ منه أقرب الناس إليه، إلا الشجعان الذين لا يخشون الاعتراف به، ذلك أنهم يعلمون بأن الفشل مرحلة والنصر مراحل.
الكرافات أو الكرفتة أو ربطة العنق، منذ أن عرفت سبب تسميتها بهذا الاسم وأنا أنظر إليها بنظرة مختلفة، لست من الذين يرتدونها عادة، لكنني كلما رأيتها تذكرت قصتها وتخيلت بعض وجوه الذين كانوا في القصة، في حرب الثلاثين عاما بين دول شمال ووسط أوروبا وقع بعض الجنود الكرواتيين في الأسر، كان الكروات يلفون شالاً على رقبتهم بنفس طريقة الكرفتة اليوم، وكانت النساء والأمهات الكروات هن من يقمن بتعليق الشال على رقاب الرجال قبل رحيلهم للحرب كذكرى من أحبتهم، تم شنق الأسرى الكروات بربطات العنق التي كانوا يرتدونها، ومن الواضح أن أعداء الكروات أعجبوا بهذا الشال الذي أصبح اسمه كرافات بالفرنسية نسبة للكروات الذين تم إعدامهم!
لبنان البلد الذي يرفض أن يهدأ ويصر أن يكون دائماً في الصورة، إما بسبب أغنية أو طباعة كتاب أو نزاع داخلي، اسمه مشتق من كلمة “ليفان” السامية وتعني الأبيض، إشارة إلى جباله التي كانت تغطيها الثلوج دائماً، لدي صديق لبناني سأحاول أن أظهر أمامه العارف العالم، سأتصل به وأقول له مرحباً يا ليفاني، فإن غضب سأقول له: ولو فيه حدى ما بيعرف الاسم الأصلي لبلدو؟ بالطبع لن يقول إنه لم يكن يعرف هذه المعلومة، فهو دائماً أبو العريف.. ولووو!
الفرنسيون لم يكن اسمهم كذلك، كان اسمهم فرنكيون، وفرنسا مشتقة من فرانك التي تعني “فرنجة” أي الشعب الجرماني، لو لم يتغير اسم الفرنسيين وبقي فرنكيون لاختلفت أشياء كثيرة، لن يكون منتخب فرنسا هو من حقق بطولة كأس العالم الأخيرة، بل منتخب فرنكا!.