|


أحمد الحامد⁩
العالم الذي تغير سريعا
2019-12-10
العالم ارتبط بالإنترنت للدرجة التي أشعر بأنه قد تورط بها، ألم يوصينا الحكماء ألا نربط حياتنا بشخص ما، أعلم أن الإنترنت ليس شخصًا، لكن الارتباط به يعني أننا سلمنا مصيرنا إليه، ما كان قبل الإنترنت يبدو بطيئًا، لكنه أكثر استقرارًا وأقل تقلبًا.
نشر موقع netblocke التكلفة اليومية في حال انقطع الإنترنت عن بعض البلدان، ستخسر بريطانيا يوميًا 2.2 مليار دولار، وستخسر الصين 6 مليارات دولار تقريبًا، أما الولايات المتحدة الأمريكية فتخسر 7.2 مليار دولار ، حتى على المستوى الشخصي ستتغير سلوكيات الإنسان اليومية إذا ما فقد الاتصال بالإنترنت، انقطع الإنترنت في البيت فاجتمع أبنائي حولي يشتكون من الملل ومن توقف حياتهم.
- مازلت أذكر عندما بدأ الزملاء في العمل باستخدام الإنترنت في منتصف التسعينيات، في العام 1995 كان عدد المستخدمين 1 في المئة من سكان العالم، حينها كنت لا أعرف أين توجد الحروف على لوحة المفاتيح “الكيبورد”، كنت وزميلي جميل ظاهر الذي اختص بالشؤون الفنية في قناة العربية، كنا نرفض استخدام الإيميل وطباعة الأوراق على الطابعة، حتى شعرنا بأننا أصبحنا لا نعرف شيئًا عما يجري في مؤسستنا، اليوم إذا ما قيل هل تفضل العودة إلى ذلك العام فسأرفض حتمًا هذا الأمر، حينها كانت مصدر معلوماتي هي الصحف والمجلات وما أستطيع شراءه من كتب قليلة، أما اليوم فيوجد مليار وتسعمئة مليون موقع إلكتروني متنوع يتعرض منها 85 ألف موقع للقرصنة، أما المعلومات التي يحتاجها المختص فهي أكثر مما يستطيع اللحاق به، في الإنستجرام توضع 95 مليون صورة يوميًا 70 في المئة منها لا تشاهد.
- لا شك أن ثورة الإنترنت فتحت المجال أمام أسواق جديدة وأسلوب تجارة حديث ومبتكر، لكنها أخرجت كل أولئك الذين اعتادوا على البيع والشراء بالطرق التقليدية ولم يواكبوا هذا التجدد العالمي، كما أنها فتحت المجال أمام ظهور “حرامية” لا يحتاج فيها السارق إلى لبس قناع أسود ، بل إلى علم في البرمجة يستطيع به الدخول إلى كبرى مواقع الشركات في أي مكان في العالم، بينما يجلس هو في مقهى منزو في أي شارع من شوارع هذا العالم.
- هذا العالم يتغير بسرعة كبيرة للدرجة التي أصبحت فيها رغم محاولتي اللحاق به أشعر بالغربة.