|


أحمد الحامد⁩
تغريدات الطائر الأزرق
2019-12-13
منذ أيام وأنا أحتفظ بكل تغريدة تعجبني لنشرها في مقال يوم الجمعة المخصص لتغريدات تويتر، أبدؤها بتغريدة للمذيع التلفزيوني على شاشة العربية إبراهيم بدر: “لا تحسدني على ابتسامتي فأنت لا تعلم كم بكيت عند طبيب الأسنان!”، يعتقد البسطاء في التفكير أن وصول بعض الناس إلى بعض المناصب أو تحقيقهم للنجاح هو دائماً ضربة حظ، أو أن هناك من حقق لهم ذلك.
لا أحد سيعرف كم بكيت عند طبيب الأسنان”، أيضاً المذيع، ولكن هذه المرة المذيع الإذاعي نايف العبد الله يلفت انتباهنا إلى أننا سنفقد شيئاً اعتدنا عليه عشر سنوات: “هل تعلمون بأن 2019 هي آخر سنة بنقول فيها “طعش” في هالألفية!”، نوفل الجنابي غرد عن قوة الصين، ليست قوتهم الاقتصادية، بل قوة مواجهتهم وتحديهم، تلك القوى الداخلية التي صنعت قوتهم الاقتصادية “في حفل على شرف الرئيس الصيني استغرب كلنتون إصرار الضيف على شرب الشاي بصوت عالٍ جداً، وحين التفت نحوه قال الرئيس الصيني: نحن اكتشفناه ونحن نقرر كيف نشربه”، عبد الله الغذامي يُذكرنا في تغريدة أن الحياة للطامحين ستكون مليئة بالحساد: “هل تود العيش دون خصوم ودون حساد ودون كارهين، فقط توقف عن فعل أي شيء، وقول أي شيء”، من جمال الشعر أنه يعبر عنك في الوقت الذي لا تستطيع فيه التعبير، وأنه يجمّل كثيراً ما تشعر به، ذلك الشعور الذي عجزت أن تصفه، فوصفه شخص آخر استحق على وصفه أن يحصل على لقب شاعر، أماني غردت بأبيات لفاروق جويدة.
لماذا أراك على كل شيء
كأنك في الأرض كل البشر؟
كأنك درب بغير انتهاء
وأني خلقت لهذا السفر
إذا كنت أهرب منك إليك
فقل لي بربك أين المفر؟
صاحب حساب مسطول لا يكف عن نشر ما هو مضحك، حسابه كله قائم على الضحك وصناعته، وصناعة الضحك صناعة صعبة، ولأنها صعبة تركها بعضهم واتجهوا لصناعة الموت الذي لا يحتاج سوى الضغط على زناد بندقية، عموماً أعود لمسطول الذي غرد عن هذه الأيام الشتائية: “ذي الأيام تقوم من النوم يجيك نوم أكثر من النوم اللي جاك قبل لا تنام!”.
أختم بما أعجب به الشاعر عبد اللطيف آل الشيخ فغرد به:
احذر تغش الناس لو كان غشوك
غادر بصمت وخل خاطرك صافي
والدرب خله سمح لا تزرعه شوك
يمكن يجيك يوم.. وتمر حافي