لأننا ننسى نعتقد عندما نقرأ بعض الأسطر أو أبيات الشعر بأننا نقرأ المعنى لأول مرة، وهذا جيد حتى تبقى دهشتنا مستمرة، لا يصلح أن نعتاد على الأشياء فلا نعد نشعر بها، لا تخلو كلماتي من غرور وكأنني قد قرأت كل شيء ومررت على كل المعاني، في الحقيقة أنه ليس غروراً، بل أقسى من ذلك، إنه الجهل، من الطبيعي أن أكون جاهلاً، كل ما أطمح إليه أن أكون عالماً بمجال واحد، أقدم نفسي به لنفسي إذا ما سألتها يوماً ما الذي تفعلينه في هذه الحياة..
اليوم اخترت لكم ما أحب فعله في هذه الزاوية، وهي نقل ما قاله بعض مشاهير الحياة، سأعتمد على نسيانكم حتى يكون وقع المقولات قوياً عليكم، هنري فورد يعطينا مواصفات أفضل صديق، ومواصفاته عند هنري تختلف عن مواصفاته عند صديقي صالح الذي أفنى حياته يعمل في كل شيء دون أن يجيد شيئًا ومازال مديوناً منذ أن تعرفت عليه قبل 27 عاماً عندما قال لي بصوت هادئ وحاول أن يوحي لي وهو يقول مقولته التي لا أعلم من خالة من خالاته سمعها بأنه صديق أهدته الأيام الحكمة: “امشي مع اللي يبكيك ولا تمشي مع اللي يضحكك”.. صدقته وليتني لم أصدقه، إن الصديق الذي يضحكك في هذا الزمن هو أفضل صديق، ونتائج صداقته مضمونة، وهي الضحك، والضحك ثمين له فوائد صحية، أعود لمقولة هنري: “أفضل صديق لي هو ما يظهر لي أفضل ما بداخلي”، يشبه هذا الصديق مدرب كرة القدم الناجح عندما يظهر أفضل ما في اللاعب، تشي جيفاراً سأنقل عنه مقولة ولا أعلم يا تشي إن كنت قد قلتها فعلاً، لا تقلق فهي ليست سيئة: “لا تضع مفتاح سعادتك في جيب شخص آخر”، هذا صحيح لكنها مقولة لا تصلح للعشاق الذين يرون في شخص آخر سعادتهم ومصدر حزنهم وموتهم، لا لوم عليهم، كلها مسألة وقت ثم يفيقون مرة أخرى خصوصاً أولئك الذين تزوجوا من كانوا يعشقون، تشارلز بوكوفسكي يختصر على الشباب إن هم استمعوا لمقولته الآن ما سيعرفونه بعدما يضعون قدمهم على عتبة الكهولة: “لا أفسر للناس ما أفعله، حتى لا يتوهم أحد أن لديه الحق بمعرفة كل ما أفعله”، كل شخص لطيف أقول له بأن أليس أوسمان تهديك هذه الكلمات وتنصفك كما لم ينصفك أقرب الناس إليك عندما اتهموك بالضعف وعدم “الفهلوة”، تصفك أليس عزيزي اللطيف بالآتي: “أما الناس اللطفاء فهم هشّون، لأنهم لا يعرفون كيف يتصرفون بلؤم، ولا يعرفون كيف يضعون أنفسهم في الصدارة”.