مع استقبال الرياض لعشرات المناسبات الرياضية والثقافية العالمية، بدأت حملات الاستياء على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب ظهور أشخاص غرباء في الواجهة من مقدمي الحفلات ومنظمي الفعاليات، وطالب بعض الغاضبين بإبعاد “الأجنبي” ومنح الفرصة للسعوديين، بداعي أن هذه المناسبات تقام في السعودية وبتمويل منها، ومن الأولى أن يظهر أبناء الوطن في الواجهة.
حملات الاستياء جاءت من حمى مصطلح “السعودة” الذي بات يستخدم بمناسبة وبدونها، حتى امتد حماس بعضهم إلى المطالبة بترحيل الأطباء غير السعوديين لمجرد أنهم لا يحملون الجنسية، والاستعانة بالكوادر الوطنية “ليس من باب الكفاءة” ولكن دفاعاً عن حق المواطن في الحصول على وظيفة ربما كان يشغلها جراح قلب “أجنبي” يملك من الخبرة ما لا يملكه طبيب في العالم.
وساهم ظهور عمرو أديب وجورج قرداحي في موسم الرياض بزيادة حنق بعضهم، وربما زاد من شراسة الحملة شعور بعض المذيعين ومقدمي البرامج أن هناك من هضم حقهم في الظهور لتقديم المناسبة أمام العالم العربي من البحرين إلى مراكش، دون الالتفات إلى أن شخصيات كثير من هؤلاء لا توافق الهدف من إقامة المناسبة ولا تخدم انتشارها، لاعتبارات من أهمها أن أديب وقرداحي مثلاً يخاطبان المشاهد العربي في ظهورهما الدائم ويتمتعان بحضور يتخطى المحلية، بينما لا تجد هذه الميزة في المذيع السعودي الذي لا يرى أبعد من محيطه المحلي، حتى إن عمل في قناة دولية، وغالباً ما يبحث عن ردة الفعل القريبة، لذلك بات مجهولاً خارج بلاده وأصبح تواجده في المناسبات ذات البعد العربي لا يخدم الهدف.
ولا يلام الشاب السعودي في تعاطفه مع الحملات التي تستخدم “السعودة” في غير موضعها، خاصة بعد سنوات من استخدام هذا المصطلح في الصحافة السعودية بطريقة مستفزة، ويكفي أن صحيفة محلية كبرى لم يكن لديها قضية أهم من سعودة عمال النظافة، وتوجيه الانتقادات للشبان الذين يشتكون من البطالة ويرفضون في المقابل حمل “المكنسة” والمشاركة بدفع عجلة التنمية على طريقة رئيس تحرير الصحيفة.
في كل بلاد الدنيا ومنها أمريكا، لا يمكن الاستغناء عن جهود المبدعين بعيداً عن الجنسية، وهناك دائمًا من يبحث عن هؤلاء للحصول على أفضل أداء، وليس عيباً أن تستعين السعودية وفق رؤيتها الجديدة بمن يستطيع أداء المهمة بأعلى درجات الإتقان حتى لو لم يكن من مواطنيها، ومن المؤلم أن تصبح “السعودة” مجرد وظيفة لا يمتلك شاغرها المهارة المطلوبة لصناعة الفرق بين الماضي والحاضر.
حملات الاستياء جاءت من حمى مصطلح “السعودة” الذي بات يستخدم بمناسبة وبدونها، حتى امتد حماس بعضهم إلى المطالبة بترحيل الأطباء غير السعوديين لمجرد أنهم لا يحملون الجنسية، والاستعانة بالكوادر الوطنية “ليس من باب الكفاءة” ولكن دفاعاً عن حق المواطن في الحصول على وظيفة ربما كان يشغلها جراح قلب “أجنبي” يملك من الخبرة ما لا يملكه طبيب في العالم.
وساهم ظهور عمرو أديب وجورج قرداحي في موسم الرياض بزيادة حنق بعضهم، وربما زاد من شراسة الحملة شعور بعض المذيعين ومقدمي البرامج أن هناك من هضم حقهم في الظهور لتقديم المناسبة أمام العالم العربي من البحرين إلى مراكش، دون الالتفات إلى أن شخصيات كثير من هؤلاء لا توافق الهدف من إقامة المناسبة ولا تخدم انتشارها، لاعتبارات من أهمها أن أديب وقرداحي مثلاً يخاطبان المشاهد العربي في ظهورهما الدائم ويتمتعان بحضور يتخطى المحلية، بينما لا تجد هذه الميزة في المذيع السعودي الذي لا يرى أبعد من محيطه المحلي، حتى إن عمل في قناة دولية، وغالباً ما يبحث عن ردة الفعل القريبة، لذلك بات مجهولاً خارج بلاده وأصبح تواجده في المناسبات ذات البعد العربي لا يخدم الهدف.
ولا يلام الشاب السعودي في تعاطفه مع الحملات التي تستخدم “السعودة” في غير موضعها، خاصة بعد سنوات من استخدام هذا المصطلح في الصحافة السعودية بطريقة مستفزة، ويكفي أن صحيفة محلية كبرى لم يكن لديها قضية أهم من سعودة عمال النظافة، وتوجيه الانتقادات للشبان الذين يشتكون من البطالة ويرفضون في المقابل حمل “المكنسة” والمشاركة بدفع عجلة التنمية على طريقة رئيس تحرير الصحيفة.
في كل بلاد الدنيا ومنها أمريكا، لا يمكن الاستغناء عن جهود المبدعين بعيداً عن الجنسية، وهناك دائمًا من يبحث عن هؤلاء للحصول على أفضل أداء، وليس عيباً أن تستعين السعودية وفق رؤيتها الجديدة بمن يستطيع أداء المهمة بأعلى درجات الإتقان حتى لو لم يكن من مواطنيها، ومن المؤلم أن تصبح “السعودة” مجرد وظيفة لا يمتلك شاغرها المهارة المطلوبة لصناعة الفرق بين الماضي والحاضر.