|


د.تركي العواد
كفاية طقطقة
2019-12-15
قدم الهلال نفسه للعالم بشكل يخطف القلوب والأبصار، متأكد أن الدهشة كانت طاغية على كل من شاهد الهلال لأول مرة. لا يمكن أن يقدم فريق آسيوي هذا المستوى. قد تفوز الفرق الآسيوية ولكن الأداء كان مفاجأة حقيقية خالفت نواميس وتاريخ اللعبة.. السرعة والتنظيم والمتعة والثقة والأداء المصقول لعبة أوروبية خالصة لا تجيدها إلا أندية محددة بالاسم في القارة العجوز.. فمن أين للهلال كل هذا؟
كان الهلال سريعاً بشكل لا يقاوم فظهر الترجي بطيئاً أكثر من اللازم. سرعة الهلال تُظهر الفرق الأخرى وكأنها ضعيفة، الترجي سيد القارة السمراء وبطلها في آخر نسختين ولكنه وقف حائراً أمام جماعية الهلال. حاول في بعض فترات المباراة مجاراة الهلال ولكنه يأس. أعجبني أن الهلال كان نجم المباراة الأول وليس لاعباً أو لاعبين. من المعيوف إلى جوميز ومن البريك إلى سالم وكاريو يمكن توزيع النجومية بالتساوي على الجميع.
ننتظر قمة الهلال وفلامنجو على أحر من الجمر، ننظر للساعة عل عقاربها تتحرك بسرعة الهلال لتبدأ المباراة الآن. نحن على ثقة بأن الهلال سيواصل نثر سحره وسيبهر العالم كما فعل أول مرة. قد يكون التحدي الجديد أكثر صعوبة لأنه يواجه فريقاً عريقاً تأسس قبل مئة وعشرين عاماً. القميص الأحمر والأسود نال شهرته العالمية في الثمانينيات عندما قاده الأسطورة زيكو لتحقيق بطولة العالم للأندية على حساب ليفربول الإنجليزي.
أصعب خصوم الهلال هو الصديق اللدود خيسوس الذي يعرف أسرار الهلال أكثر من فريقه. كان متحمساً في المدرج وتابع كل تحركات الهلال. العجوز البرتغالي قادر على قلب الطاولة على لوشيسكو. فرحة جوميز بعد هدفه الحاسم كانت موجهة إلى خيسوس.. رسالة تحدٍ قد تشعل نصف النهائي. ما يجعل خيسوس خطيراً أنه يحب السيطرة على الكرة، لذلك ستكون المباراة صراعاً شرساً على الاستحواذ.
الآن وبعد أن وصل الهلال للعالمية، وأصبح من بين أكبر أربعة أندية في العالم، وقدم مستوى يُرضي غرور الهلاليين، أتمنى أن يستمتعوا بفريقهم وأن يتركوا الجيران في حالهم، أتمنى أن يحلقوا بعيداً في سماء النشوة حتى لا يسمعوا ولا يروا إلا الإبداع الأزرق. آن أوان إيقاف الكلام والاستمتاع بالهلال.. فلا صوت يعلو اليوم على فن الهلال.