|


إبراهيم بكري
الاتحاد يبيض مشاكل
2019-12-18
لا يمكن علاج مشاكل نادي الاتحاد بالمسكنات، ولن يعود العميد إلى عهده إلا بحل الخلافات من جذورها.
الالتفاف على المشاكل في البيت الاتحادي وعدم مجابهتها في الأعوام الأخيرة ضاعف من عمق الجراح وجعل الأمور تبدو أكثر تعقيدًا.
الملايين التي ضختها الهيئة العامة للرياضة في البيت الاتحادي من علاج للديون، واستقطاب لاعبين أجانب محترفين، والتعاقد وتجديد عقود اللاعبين المحليين، إلى جانب جلب مدربين عالميين، لم يكن لها أي أثر في إصلاح الأوضاع الفنية المتدهورة في العميد، لماذا؟
لا يمكن اختزال مشاكل نادي الاتحاد في الأمور المالية والغرق في الديون فقط، ما يعانيه العميد أكبر وأخطر من ذلك، فالصراعات على كرسي الرئاسة في الأعوام الأخيرة السبب الرئيس في الأزمة التي يعيشها النادي من فترات طويلة.
العديد من الأندية حصلت على دعم مالي من الهيئة العامة للرياضة أقل بكثير من الدعم الكبير الذي حصل عليه نادي الاتحاد، ومع ذلك حققت مستويات مبهرة وأصبحت تصارع الأندية الكبيرة في سلم دوري كأس محمد بن سلمان للمحترفين، على سبيل المثال نادي التعاون بطل كأس خادم الحرمين الشريفين في الموسم الماضي.
هذا قدر الاتحاد ليس له من اسمه نصيب، الخلافات تسكن جسده في كل موسم لتستمر معاناته حتى أصبح في الدوري السعودي للمحترفين لا هيبة له، بعيدًا عن تحقيق بطولة الدوري من أعوام طويلة، ويحتل ترتيبًا لا يليق بتاريخ العميد.
لا يبقى إلا أن أقول:
هذا التراشق والتناحر بين كل الإدارات الاتحادية لا علاج له إلا أن يكون شعار الاتحاد يجمع الجميع تحت ألوانه بعيدًا عن المصالح الشخصية، وأن يكون الكيان فوق كل شيء، حتى لا يصبح النادي حلبة للنزاع والتعارك بالبيانات التي تضر الاتحاد أكثر مما تنفعه.
من المهم أن تدرك الهيئة العامة للرياضة أن الدعم المالي فقط لن يعالج مشاكل نادي الاتحاد، الأمر يتطلب إصلاحات إدارية شاملة لأن الخلل أصبح واضحًا، وجود مشاكل إدارية ساهمت بشكل مؤثر في تدهور أوضاع الفريق فنيًا، واستمرار الوضع الراهن بدون تدخل الهيئة سيكون له عواقب وخيمة في مستقبل النادي بصورة لا تليق بتاريخ العميد.
قبل أن ينام طفل الـ “هندول” يسأل:
هل يدرك الاتحاديون أن علاج مشاكلهم يتطلب حل الخلافات الإدارية وليس الدعم المالي؟!
هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصـحيفتنا “الرياضية”.. وأنت كما أنت جميل بروحك وشكرًا لك..