|


بدر السعيد
من الظهيرة إلى زيوريخ
2019-12-21
خمسون ريالاً فقط كانت تكلفة استئجار ذلك المبنى الشعبي العتيق في حي الظهيرة بالرياض.. خمسون ريالاً دفعها الشيخ عبدالرحمن بن سعيد - يرحمه الله - في العام 1377هـ، لتكون أولى لبنات بناء صرح وطني شكل إضافة كبيرة وفارقًا فنيًّا ومعنويًّا رفيعًا لوطنه المملكة العربية السعودية.. وحين أقول صرح فأنا أعني ذلك جيداً.. فالهلال يا كرام لم يكن مجرد فريق كرة قدم تقليدي كغيره.. الهلال يا كرام ولد ليبقى مثالاً للرقي والارتقاء.. للعز والمكانة الرفيعة في عمر وتاريخ الرياضة على مستوى الوطن والقارة بل الأرض التي نسكنها نحن البشر.
أكتب عن الهلال وأنا على يقين تام بأسبقية الملايين قبلي في التغني به وامتداحه.. أكتب عن الهلال وكلي فخر بمنتج وطني رياضي جعل الوطن يعيش أفراحاً تلو أفراح.. وساهم لاعبوه على مدى التاريخ بصنع الفارق مع منتخبات المملكة في جميع منجزاتنا السعودية التي لا تفارق خيالنا ليل نهار.
أكتب عن الهلال في الوقت الذي ارتقى فيه كبير القارة للتو على عرشها الذي اعتاد عليه.. العرش الذي ناله بكل جدارة واستحقاق، مسجلاً اسمه نادياً للقرن على مستوى آسيا.. اللقب الذي جاء بعد أن سطر رجاله ملاحم التاريخ في شرق القارة قبل غربها.. اللقب الذي استكثره بعض من “يتناسون” التاريخ عمداً.. اللقب الذي صادق عليه رجال الهلال مؤخراً بتتويجهم بكأس القارة بعد لقب قاري سابع ليطيروا بعده باحثين عن مجد جديد مع أبطال القارات حول العالم.
وصل الأزرق إلى كأس العالم للأندية.. قدم نفسه بالشكل الذي جعلنا نضيف إلى الفخر فخرًا آخر.. وصل ليقول للعالم أجمع “أنا من هالأرض”.. أنا من وطن يردد أبناؤه باستمرار “ما لحد منة الله اللي عزنا”.. وطن لا تهنأ قيادته إلا بوجودنا “فوق هام السحب”.
واليوم.. وبعد مرور اثنين وستين عاماً من عمر ابن الظهيرة الوفيّ كان التاريخ بانتظاره.. ذلك الأزرق تجاوز كل حدود المتاح فوجد التاريخ بانتظاره.. استقبله بالشكل الذي يستحقه الكبار.. اقترب منه وفتح له صفحة جديدة من أوراقه، ثم طلب من هذا الزعيم أن يكتب ما يريد.. أمسك ذلك الأزرق بالقلم.. فاستعان بالله ثم كتب “أنا رابع أندية العالم” بمصادقة واعتراف وشهادة أكبر منظمات الكرة حول العالم، بشهادة صدرت من زيوريخ إلى زعيم آسيا وأكثر مواليد الظهيرة شهرة.