|


طلال الحمود
ترضية بطعم النهائي
2019-12-21
لفت الهلال الأنظار في ظهوره الأول خلال مباريات كأس العالم للأندية قبل أن يكتفي بالمركز الرابع ويعود بمحصلة لا توازي أداء لاعبيه وتميزهم خلال البطولة العالمية التي شهدت منافسات قوية، كان للفريق العاصمي دور في زيادة إثارتها ومنحها ما تستحق من الندية، ومع أن الهلال قدم للعالم كل ما يمكن تقديمه على مستوى الأداء، إلا أن الخبرة حالت دون تحقيق إنجاز يوازي الرجاء البيضاوي والعين الإماراتي بالتأهل إلى المباراة النهائية.
وصل الهلال إلى الدوحة بطموح فرض المفاجأة والمنافسة على اللقب العالمي، معتمداً على مشاركة سبعة من أفضل اللاعبين الأجانب في صفوفه، وزاد هذا الشعور بقرب تحقيق هذا الطموح بعد الفوز على الترجي التونسي والتقدم على فلامينغو البرازيلي في الدور نصف النهائي، قبل أن تأتي ساعة الحقيقة باستقبال ثلاثة أهداف من بطل “ليبرتادوريس” لينخفض سقف الطموحات إلى تحقيق أفضل إنجاز سعودي في مونديال الأندية، حتى تحولت مباراة الترضية إلى ما يشبه المباراة النهائية،وبات الهلال يبحث من خلالها عن بطولة محلية في كأس العالم.
وبعيداً عن الضجيج الإعلامي الذي صاحب مشاركة الهلال في البطولة ووصف نتائجه بـ”المشرفة”، إلا أن هذا الخطاب الموجه إلى الجماهير الرياضية لا يمكن تسويقه إلا على جماهير الهلال التي ربما تقبله على مضض ليس عن قناعة، ولكن لاتقاء شر الشماتة والتنمر الإلكتروني، ولكن هذا لن يمنع الشارع الرياضي من مراجعة عبارة التمثيل المشرف التي باتت تستخدم بمناسبة ومن دونها، دون النظر إلى أن البطولة للأندية بمحترفيها الأجانب وإمكاناتها الرهيبة، وليست للمنتخبات المجبرة على اللعب بمواطنيها ووفق مجهوداتهم.
حين يقارن المتابعون ما ناله الهلال من دعم في البطولتين القارية والعالمية، تظهر الحقيقة بأنه لم يحقق طموحات أنصاره ولا المسؤولين الذين كانوا ينتظرون منه بلوغ المباراة النهائية على الأقل، خاصة أن أندية عربية وخليجية بلغت نهائي المونديال دون أن تضم في صفوفها لاعبين بقوة ومهارة محترفي الهلال الأجانب، ولا حتى لاعبيه المحليين الذين يشكلون الذراع الطويلة للمنتخب السعودي.
انتهت البطولة وبدأ من يحاولون الظهور على حساب الهلال بترويج عبارة التمثيل المشرف، وبأنه أصبح يوازي مواطنه الاتحاد، وتناسوا أن أفضلية الفريق الأزرق المحلية لا تحتاج إلى برهان، وأن الهلال ذهب إلى المونديال لتحقيق إنجاز عالمي وليس لإثبات أنه أفضل من الأندية المحلية الأخرى، وهنا يكمن الخلل في المتحدثين نيابة عن نادٍ لا يعملون فيه ولا ينتسبون رسمياً إليه.