|


أحمد الحامد⁩
2019 شكرا 2-2
2019-12-23
كتبت وسائل إعلام أن من أبرز أحداث عام 2019 كانت النيران المشتعلة في غابات الأمازون، حيث رئة العالم، يبدو أن رئة العالم قررت أن تدخن كما يفعل البشر، لماذا يسعون لإيقاف الدخان المتصاعد من رئة العالم، بينما يسمحون للإنسان بإحراق رئته بدخان السجائر التي تباع في البقالات؟
إنه الاقتصاد وسياسة المال، دخان الأمازون له أضرار اقتصادية بينما دخان السجائر له مكاسب تجارية، شركة دخان أعلنت قبل أيام في بيان لها أنها تصنع 8 مليارات سيجارة في اليوم! من سيوقف بيع الدخان إذن ويوقف جني كل هذه الأموال والضرائب المحصلة من مبيعات التبغ؟، لذلك سيبقى دخان السجائر يباع في البقالات ويحرق رئة الإنسان حتى يحل محله بديل ذو دخل مالي أكثر، أيضًا من أبرز أحداث 2019 كانت التعرفة الضريبية التي رفعها ترامب على البضائع الصينية وبلغت 250 مليار دولار دون أن يخفض للصينيين دولارًا واحدًا، عندما وافق محمود عبد العزيز في فيلم جري الوحوش على إعطاء نور الشريف جزءًا صغيرًا من “التورولوب” الذي سيقتطع من دماغه مقابل ستة ملايين جنيه، واشترط ألا تكون الملايين الستة مجروحة، وعندما استفسر نور الشريف: يعني إيه متكونش مجروحة؟ قال محمود عبد العزيز بما معناه: يعني مش ناقصة جنيه واحد!، من أبرز أحداث العام أيضًا أن فيلم ذا إند قيم حقق 2.6 مليار دولار، المال هو سيد الأحداث هذا العام وكل عام، أرجو ألا تَصدق تنبؤات خبير المحاسبة والاقتصاد طلال أبو غزالة، يقول إن عام 2020 عام الحرب الاقتصادية بين الولايات المتحدة والصين التي قد تتحول من حرب بالأرقام إلى حرب بالطائرات والصواريخ، وإن الحرب العالمية الثالثة ستبدأ حتى تنهي أزمة الكساد العالمي القادمة! أسأل الله ألا تحدث هذه الحرب، فأنا أرغب بشراء سيارة طالما تخيلت نفسي أقودها بينما ينظر إليَّ الناس بإعجاب بسبب سيارتي المحترمة، هكذا هم غالبية البشر يحبون المظاهر ويبنون عليها أهمية وقيمة الإنسان، وقوع الحرب العالمية الثالثة سيحرمني من تحقيق هذه الغاية، كل شيء في هذا العالم أصبح المال يحدد أهميته، وجوده أو حتى زواله، عام 2020 أهلاً بك وأعذرنا على ما ستشاهد البشر به من أطماع وقسوة، تحياتي لك.