|


تركي السهلي
اهتزاز اللوائح
2019-12-23
استبشر الجميع بلائحة رؤساء الأندية المُقرّة من قبل الهيئة العامة للرياضة والشباب منتصف هذا العام 2019م، كونها أتت في مرحلة جديدة للرياضة السعودية تنطلق معها هوية وشكل وأداء للأندية السعودية كافة.
كما هلّل الجميع للائحة الانتخابات وما حوته من تنظيمات أثمرت عن وجوه جديدة في الأندية من مجالس إدارات وأعضاء ذهبيين. لكن الطريق لا يبدو مُعبّداً لكل هذا، أو يبدو أن الارتباك أصاب المشهد برُمّته وأعادنا لحالة الاهتزاز. جاءت الانتخابات في نادي مثل النصر بمجلس إدارة غير معروف وبرئيس جديد تماماً على الساحة الصفراء، كما أن التنظيم الإداري لم يتضح في النادي العاصمي إلى الآن من حيث الرئيس التنفيذي وفريق عمله، مع غياب لدور مجلس الإدارة الرقابي. وظهرت في النصر حالة الفصل بين الرئيس وبين المشرف العام على فريق كرة القدم في تركيبة أظهرت أن التقسيم بين الصلاحيات والأدوار هو الطاغي على السطح الأصفر. صحيح أن الأمور تسير على نحو جيد إلى الآن، ولا خلاف بين الأطراف الصفراء إلّا أن التركيبة بشكلها الحالي خاطئة ولا تُمثّل ما تم إقراره من لوائح في هذا الشأن. الأمر في النادي الأهلي مثال صارخ على اهتزاز اللوائح وتضارب المواقف بين شخص رئيس مجلس الإدارة والمشرف العام على كرة القدم، وكل ما يحدث على الساحة الخضراء يعطي دلالة أكيدة على أنه متى ما ضعفت الأنظمة طغت شخصيات الأفراد وتداخل الرسمي مع الشخصي، وأصيبت المنشأة بالعجز. وفي وضع نادي الاتحاد بإمكان المراقب العادي أن يرى أن العجلة لا تدور أساساً، وأن النمر ربما يحتاج إلى قفص محكوم الإقفال يوضع فيه حتى يهتدي إلى طريق الصواب. وفي نادي الشباب هناك رئيس واحد وهو العضو الذهبي الواحد والمتحدي الواحد والرجل الواحد في كل شيء، وهذا خلل عميق وضرر بالغ طال الشباب بكل ما فيه. والأوضاع تنسحب على الأندية الأخرى إلّا الهلال، فالنادي الأزرق لديه شكلان للعمل شكل ظاهر على نحو سليم من حيث المظهر وهو المُصدّر للعامة وللجماهير وشكل خفي لإدارة طاغية المال والنفوذ شديدة الحب والانتماء للقابع في أطراف العريجاء غرب الرياض. هذه التركيبة القويّة في الهلال لديها استعداد دائم للذهاب بالأزرق إلى أبعد مما يتصوّر جمهوره حتى ولا نيّة لديها للتوقف أو الابتعاد عن تغذية الهلال بالمنفعة أينما حل وارتحل. من هنُا يتضح غياب لائحتي الانتخابات ورؤساء الأندية واهتزازهما الشديد، وطغيان شكل جديد من رئيس ما وراء الحجب.