|


أحمد الحامد⁩
أين السيارة التي تطير؟
2019-12-23
هذا هو المقال الثالث الذي أكتبه عن العام 2019 خلال ثلاثة أيام، رغم أني لم أكتب عنه منذ بدايته قبل عام، قد تكون كتابتي الآن بسبب معرفتي بقرب فقدانه، لا ننتبه لوجود بعض الأشياء أو نحرص عليها إلا عندما نعرف بأننا سنفقدها.
 زوجة صديقي لم تعد تسأل زوجها إن كان مايزال يريد الاحتفاظ ببعض ملابسه التي لم يرتدها منذ سنوات.
كانت كلما قالت له هل تريد أبقي هذا القميص أو ذاك البنطلون كان يقول نعم فهذا القميص من ماركة إيطالية وذاك البنطلون من قماش إنجليزي أصلي، هكذا تجمعت مئات القطع من الملابس على مدى سنوات دون أن يرتديها صاحبنا الأنيق، لم تعد تسأله وبدأت بالتبرع بملابسه الزائدة دون أن تخبره ودون شعور منه بفقدان أي قطعة من ملابسه، لم يكن هذا الموضوع الذي أردت التحدث به معكم، لكن الكلمات تجر بعضها، لم أنم منذ الأمس، سافرت في رحلة مدتها سبع ساعات تعرفت فيها على شيء جديد، أن مستوى الراحة على متن الرحلة يتوقف على عدد الأطفال ونوعيتهم، إلا إذا كنت تستطيع السفر على الدرجة الأولى أو درجة رجال الأعمال، حينها تخرج من حسابات الفقراء وإذا ما كان هناك أطفال أو لم يكن، أعود لـ 2019، هذا العام زادت به استخدامات تطبيقات التواصل الاجتماعي، وتضاعفت أعداد الحسابات على التطبيقات الاجتماعية، بحث مثير عن ما يحدث كل دقيقة واحدة في تطبيقات التواصل، في الفيس بوك يدخل مليون مشترك في الدقيقة، وفي دقيقة يرسل سكان العام 18 مليون رسالة نصية أغلبها من دون معنى طبعاً، أو من زوجات إلى أزواجهم: تعال شوف عيالك حيل مزعجين! “أعتذر فأنا لم أنم منذ الأمس وبدأت بالهلوسة”، ويحمّلون 390 ألف تطبيق على جوالاتهم، ويسألون قوقل 3.8 مليون سؤال، وترفع 21 مليون صورة على سناب شات، ويشاهدون 4.5 مليون فيديو على اليوتيوب، هذا ما يحصل في دقيقة من دقائق العام 2019، من كان يظن بأن تطبيقات لم تكلف أصحابها آلاف الدولارات ستصبح قيمتها أكثر من ميزانيات دول.. قرأنا قبل سنوات طويلة عن ما سيحصل في العام 2020، حصل ما لم نكن نحسب حسابه كعالم الإنترنت، إلا شيء واحد مازال الكل ينتظره ويتخيله في الزحام: أين السيارة التي تطير؟!