|


حسن عبد القادر
الأهلي وتجار الأزمات
2019-12-27
يحدث أحيانًا أن تعيش بعض الأندية الكبيرة حالة فراغ في تاريخها، وهذا الفراغ قد يكون فنيًّا أو إداريًّا، ولكن هذه الحالة لا تدوم طويلاً إن أحسن محبو النادي التعامل معها بعقلانية وبمبدأ النادي “الكيان” أولاً وثانيًا وعاشرًا.
في الشارع التجاري الشهير بمدينة جدة الحالمة والمسمى شارع التحلية، يتزين الطرف الشرقي لهذا الشارع بالنادي الأهلي الذي يصفه محبوه بأنه قلعة كؤوس، وهو كذلك قلعة محصنة ضد أي اختراق لقيمه ومبادئه التي تأسس عليها.
هذه القيم والمبادئ هي التي جعلته في منأى عن ظهور الصراعات الداخلية للعلن، لأن الحكماء الذين تعاقبوا على إدارته كانوا يعرفون قيمته ومكانته، وكيف يقدمون ناديهم للآخرين.
في هذا الموسم تغيرت التركيبة الأهلاوية، وتم اختراق القلعة وبدأت معها صراعات لم تكن في يوم من الأيام ظاهرة.
المشرف الأمير منصور بن مشعل لا يريد رئيس النادي المهندس أحمد الصائغ، والرئيس لم يفصح عن نواياه تجاه المشرف إلا أنه لا يمانع من جلسة صلح لا يكون فيها مندوب المشرف حاضرًا.
وفي الطرف الثالث الجماهير تريد المشرف والرئيس أن يستمرا وألا يرحل أحدهما.
الوضع العام للنادي حسب نتائج كل الألعاب إيجابي، نتائج وصدارة وبطولات متنوعة إذًا لمَ التغيير ولماذا المطالبة بالرحيل.
من يضمن أن القادمين الجدد وأقصد بهم الإدارة الجديدة في حال نجحت مساعي المشرف في إسقاط هذه الإدارة بأن يواصلوا نفس النجاحات، أو أنهم لن يقعوا في نفس مشكلة الخلاف الحالي بين المشرف والرئيس.
لماذا الأهلاويون يضعون لأنفسهم العراقيل؟ لماذا يفقئون عيونهم بأصابعهم. لماذا يحاولون أن يشوهوا ناديهم.
لماذا ولماذا ولماذا أسئلة كثيرة يطرحها المحب والمنافس المنصف، لماذا الأهلي تغير في فترة وجيزة أين وقاره؟ أين كباره؟ أين اختفى رؤساؤه السابقون وبقية المحبين؟ لماذا خلت ساحة النادي إلا من المتصارعين وبعض المنتفعين.
ارحموا ناديكم وكفى تشويهًا لتاريخه ورقيه ومكانته، أبعدوا لغة الأنا وحب الذات، أبعدوا المنتفعين وتجار الأزمات من حولكم، واجعلوا اجتماعكم القادم اجتماع تصالح ومصارحة وليس تصارعًا. وتذكروا بأن التاريخ لن يرحمكم لأنكم شوهتم الوجه الجميل للأهلي.