|


أحمد الحامد⁩
تغريدات الطائر الأزرق
2019-12-27
اليوم الجمعة موعد تغريدات الطائر الأزرق، ويوم الجمعة ارتبط بأذهان الناس بالعطلة، المشاعر يوم الخميس مليئة بالسعادة كون الغد بلا مدرسة أو عمل، الالتزامات قيود تشبه قيود الحديد، لذلك تصبح الجمعة حرية..
أبدأ بتغريدات تويتر، أراد فاضل العماني أن يسأل المتابعين عن أبرز عيوبهم دون أن يقولوا الإجابة المعتادة: طيبتي.. فغرد: “سؤال عالماشي: إيش أكبر عيوبك غير الطيبه؟ فأجابته نوف العمري: الطيبه برضك!، لم أجد أحداً وأنا منهم، قال: مشكلتي في قسوتي أو سوء نيتي أو حتى “نذالتي” وهذه طبيعي، فالإنسان الذي يصل للمرحلة التي يستطيع أن يرى بها بعض صفاته اللعينة على أنها عيوب هو إنسان يستحق أن نصفه بالفنان الموهوب، حتى إن استمر بصفاته تلك، يكفي أنه استطاع أن يراها بتجرد ويعترف بها صراحة، وهذا الأمر بحد ذاته فن، الأستاذ فهد عامر الأحمدي غرد من كتابه المعروف نظرية الفستق “يسهل علينا انتقاد الإنجاز بعد ظهوره، ولكن يصعب علينا مجاراته أو الاعتراف بشجاعة من حاول تنفيذه، ولهذا السبب يخلد التاريخ أسماء العباقرة وينسى أسماء النقاد”، رحم الله والدي، كان صبوراً عندما كنت ألقي أمامه محاولاتي الشعرية وأنا في الخامسة أو السادسة عشرة من عمري، يمتدح ما أكتب وهو مبتسم، بينما يقول أخي الأكبر مني بثلاث سنوات ممتعضاً كعادته: شالكلام هذا.. هذا لا شعر.. لا خواطر..!، في إحدى المرات التي ألقيت بها كلماتي أمام والدي كرر أخي ما كان يقوله، فسأله والدي: أحمد يقول اللي عنده.. أنت شنو؟ فأجابه أخي: أنا ناقد!، اليوم كلما قرأت كلمة ناقد تذكرت حكاية أخي، عبد العزيز الخويطر غرد عن الصبر الذي آمل أن أجيده بصورة صحيحة “من أصدق ما قرأت: على قدر الصبر يأتي الجبر”، قال لي الصديق صالح الخليف عن جبر الخواطر بأنه من أعظم الأعمال التي يقوم بها الإنسان، كاتبنا الكبير فهد عافت غرد بكلمات من مقاله الذي نشر بالأمس وعنوانه هموم كاتب يومي “الغريب: مواضيعي التي كتبتها بسرعة كلها تقريباً لاقت استحساناً، أكثر من تلك التي “دوزنتها” أياماً”، ما إن قرأت ما كتب حتى تذكرت بعض المقالات التي كتبتها على استعجال ثم وجدت من يمتدحها، ذكرني ذلك بالرزق الذي يأتيك من دون عمل متعب، اللهم سهل علينا رزقنا دائماً، أخيراً ما غرد به مصطفى كنصيحة يقدمها للمتابعين مع بداية العام الجديد: “اللي ربنا بيبعده عنك.. ما تدوّرش انت عليه تاني”.