|


طلال الحمود
احنا آسفين يا ريس
2020-01-04
تردد اسم رئيس نادي الاتحاد السابق نواف المقيرن مجدداً، بعد نحو عامين من ترك منصبه على خلفية النحس الذي أصاب الفريق خلال المباريات التي خاضها في عهد الرئيس الثري، وبدأ أنصار الاتحاد في الدخول إلى صفحة المقيرن على موقع “تويتر” من أجل مطالبته بالعودة لإنقاذ النادي العريق من حال الفوضى التي يعيشها بوجود الإدارة الحالية.
ومع أن المقيرن استقبل آلاف الرسائل اعتذاراً لشخصه، إلا أن حجم الإساءة التي طالته كان أكبر من رغبته في العودة، ما جعله يتجاهل مطالب أنصار الاتحاد واعتذاراتهم، برغم أن الوقت بات مناسباً للعودة وتبييض صفحة عهده التي لم تعرف تحقيق الفوز في جميع المباريات التي خاضها الاتحاد، ما جعل المقيرن يصبح أسوأ رئيس في تاريخ النادي قياساً على نتائج فريق كرة القدم.
وسائل التواصل الاجتماعي أظهرت تعاطفاً لافتاً من أنصار الاتحاد مع نواف المقيرن، من خلال عبارات كتبها بعضهم تعكس شعور الأغلبية بالتفريط في “جوهرة” كانت بحوزة النادي، قبل أن يتم تبديل الحجر الكريم بصخور بركانية لتزداد معاناة الاتحاد غير المسبوقة، ومع أن المقيرن أقسم أن يعيد الاتحاد إلى القمة بعد خسارته أمام الهلال في الدوري المحلي، إلا أنه فضل كفارة الصيام والصدقة على الوفاء بقسمه، ربما اتقاءً لشر الجماهير وهتافاتها، أو رغبة في الانتقام من هذه الجماهير التي تسابقت في البحث عن سبب يقوده للرحيل عن النادي.
حملة جماهير الاتحاد لمصالحة المقيرن بلغت مرحلة تشبه حملة “احنا آسفين يا ريس” التي أطلقها المصريون اعتذاراً للرئيس حسني مبارك بعد أشهر من وصول الرئيس الإخواني محمد مرسي للحكم، واكتشاف الناس تسرعهم في مطالبة مبارك بالرحيل خاصة بعدما شاهدوا ما فعله خليفته بالبلاد والعباد، وبعيداً عن هذا التشبيه تبقى ردة فعل المقيرن حقًّا مشروعًا غير أنها لا تخلو من المبالغة من خلال الابتعاد عن المشهد وإخلاء الموقع الذي تضرر يوماً بسبب قراراته وقلة خبرته.
ولو استشار نواف المقيرن حكيماً لنصحه بمراجعة موقفه والرجوع إلى نادي الاتحاد بشروطه التي يرى أنها تكفل حقه في الاستمرار وأخذ الوقت الكافي لتنفيذ استراتيجيته، خاصة أن الاتحاد وجماهيره واجهوا الحقيقة المرة خلال الموسم الأخير، وأدركوا أن إعادة الاتحاد إلى سابق عهده مهمة تحتاج إلى مرحلة بناء كاملة ربما تخلو من الانتصارات في بدايتها، وغالباً لن تخلو من التشنج والحنق، وربما أيضاً يختصر المقيرن المسافة ويحلق بالاتحاد باكراً.. ربما.