|


أحمد الحامد⁩
زمن التنين
2020-01-06
العالم اليوم يتجه لتعلم لغة المندرين لأن الناطقين بها وصلت صناعتهم إلى أبعد قرية أمريكية، مروراً بعشوائيات المدن الإفريقية ومنازل الأوروبيين على امتداد قارتهم ، يحتاج أن يتعلم كلمات اللغة التي كان يجهل مسماها ولا يذكر اسمها إلا في الموسوعات وبرامج المسابقات.
يعرف الخبراء الاقتصاديون مستقبل الدول وسرعة تقدمها أو تراجعها من خلال عدد أبحاثها التي تجريها جامعاتها ومختبراتها، المؤسسة الوطنية للعلوم في الولايات المتحدة ذكرت أن أكثر من 2.5 مليون مقالة علمية نشرت حول العالم عام 2018 بنمو سنوي بلغ 4 في المئة على مدى عشر سنوات ماضية، الصين تفسر لنا سبب اكتساح منتجاتها العالم وتقديم حلول مبتكرة في كل ما يخطر على بال وخاطر بـ 528.2 ألف بحث علمي في العام 2018، يعلم قادتها الاقتصاديون أن التفوق على الصناعات الأمريكية المنافس الاقتصادي الأول يأتي من خلال التفوق على الأبحاث العلمية الأمريكية وليس عن طريق ضرب قواعدها العسكرية ومهاجمة سفاراتها، عدد الأبحاث الأمريكية جاء في المركز الثاني بعد الصين بـ 422.8 ألف، لذلك تصعب منافسة الصين في السنوات القادمة، بل إن الفارق سيكون كبيراً إذا ما استمر الحال على ما عليه، الهند أيضاً تحذو حذو الصين، استغلال القوة البشرية الضخمة ورخص الأجور عاملان يصعب الوقوف في وجهيهما، جاءت الهند في المركز الثالث بعدد أبحاث وصل إلى 135.7 ألف بحث، الألمان الذين أعادوا بناء بلادهم خلال سنوات قليلة بعد أن دمرتها حرب الخمس سنوات العالمية جاءت أبحاثهم في المركز الرابع بـ 104.3 ألف بحث، تلتها اليابان ثم بريطانيا وروسيا وإيطاليا.
قبل أيام قليلة التقيت رجلاً يعمل على تأسيس المصانع سافر إلى الصين 96 مرة خلال الأعوام الماضية، اندهشت من عدد سفراته لكنه برر ذلك بالحلول التي يجدها في الصين للمستثمرين ومتطلباتهم، فمصانع الصين لا تتوقف عن العمل سواء بما يقررون صناعته أو ما تطلبه أنت بالمواصفات والجودة التي تريدها، إرضاء الزبائن وسرعة التنفيذ والأسعار المناسبة هي المقومات الأساسية للنجاح، كما ذكر لي تميز البنية التحتية للمواصلات التي توصلك إلى المصانع بمختلف المدن خلال ساعات قليلة، يظهر أن الصينيين حتى يتفوقوا في صناعاتهم حاولوا إشغال العالم بالنظر إلى نيران تنينهم، بينما كانوا يعملون على أبحاثهم بصمت.