|


رياض المسلم
مسك.. اِلعب دورك
2020-01-07
امتدادًا لما كتبت عن مؤسسة الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز الخيرية “مسك الخيرية” في المقال السابق، عن ما تقدمه المؤسسة الرائدة في المبادرات والقيم وأعمال جليّة.
تواصلت مع أحد الأصدقاء الأعزاء في المؤسسة، فجذبنا الحديث عن بعض المبادرات، فأرسل لي صديقي الجميل مقاطع فيديو طلب مني مشاهدتها.. اطلعت عليها.. التصوير مميز.. المونتاج رائع.. اللقطات جذابة.. المدة مناسبة.. العمل في مجمله احترافي والشهد يقطر منه، لكن واقعه أمرُّ من العلقم..
نعم.. فتلك الفيديوهات تعكس ما نحن عليه، ودورنا في تربية أبنائنا وتحصينهم تجاه الألعاب الإلكترونية والتواصل مع العالم الخارجي..
الكثير منّا عندما يشاهد ابنه أو ابنته أو أخاه أو قريبًا له صغيرًا في السن واضعًا السماعات على أذنيه وحاضرًا جسدًا مع عائلته لكنه شارد الذهن وتركيزه في عالمه الخارجي الإلكتروني، يتركه أو يتركها ولا يبالي.. عندما تسأله يجيب: “هو جالس في البيت ويلعب.. وين الخطأ فيه يكفي أنه ما لعب في الشارع واختلط بأصدقاء السوء”..
هذا الأب المسكين لا يعرف أن أصدقاء السوء مجتمعون في غرفة ابنه أو ابنته إلكترونيًّا..
الأبناء يمضون ساعات طويلة في الألعاب متصلين “أون لاين” مع أشخاص لا نعرفهم وأي فكر يحملونه.. الكثير منهم غرر بهم نتيجة التساهل في هذا الأمر..
في حوار مع صديق لي عندما شاهدت ابنه الصغير في السن يلعب ساعات طويلة إلكترونيًّا، قلت له: “هل تعلم مع من يلعب ابنك أو من يتصل به أو يتواصل معه عبر اللعبة؟”.. أجاب وهو مركز على إحدى المباريات ولا ينظر إليّ: “بزران ويلعبون مع بعض”.. قلت له: “كيف لك أن تعرف أن من يلعب معهم أطفال؟.. هل أنت من حدد الأعمار في اللعبة؟.. وهل تعتقد أن اللعبة محددة للصغار في السن فقط؟.. وهل تضمن ألا يكون أشخاص يحملون فكرًا ضالًّا أو منحرفين على اتصال مع ابنك في اللعبة؟”.. أسئلتي حركت شيئًا بداخله.. ألقى المباراة ظهره وبدأ في التركيز مع أسئلتي..
عندما نشاهد أبناءنا أمام الشاشات يلعبون بالساعات متصلين بالعالم الخارجي فهذا ليس ترفيهًا مطلقًا.. بل أبواب تفتح لدخول الصالح والطالح.. المنع من اللعب ليس الحل، ولكن يكون وسط رقابة وإعطاء الثقة للأبناء وتنبيههم بالمخالفات الموجودة من خلال التواصل في الألعاب..
أدعو كل ولي أمر أن يطلع على مقاطع الفيديو، ويزور منصة قيّم، وهي من مبادرات مسك القيم، وبعد الاطلاع عليها ستتغير مفاهيم كثيرة لديه.. فسيدرك وقتها أن الألعاب الإلكترونية ليست ترفيهًا من دون رقابة..
“اِلعب دورك وكفاية تجاهل”..