|


د. حافظ المدلج
Technical Director
2020-01-07
مثلما وعدتكم بتخصيص مقالات مستوحاة من “مؤتمر دبي الرياضي14”، أكتب اليوم عن موضوع مهم جداً تم طرحه في الجلسة الأولى والأخيرة من المؤتمر، كان الضيوف نجومًا سابقين مميزين في اللعب والتدريب والإدارة يتحدثون عن “مسرعات كرة القدم”، والتطور الكبير الذي تشهده اللعبة الجميلة من خلال الاعتماد على التخطيط الاستراتيجي طويل المدى الذي تحدده الرؤية الشاملة للمدير الفني المسمى في الكرة العالمية “Technical Director”.
اتفق المدير التنفيذي لنادي “مانشستر سيتي” والمدير المالي لنادي “أياكس” على أن زمن المدرب المتحكم في كل شؤون الفريق، انتهى بنهاية حقبة “فيرقسون”، وأن كرة القدم الحديثة تتطلب تفريغ المدرب لما يحدث في الملعب بعد أن أصبحت كرة القدم الحديثة تتطلب الكثير من الجهد والوقت لتحليل الإحصائيات ومواكبة التطورات ومواجهة التحديات لدرجة أن “قوارديولا” يقضي 14 ساعة بالنادي لممارسة العمل اليومي المتعلق بتحضير الفريق للمباريات، بينما خارطة الطريق لمستقبل فرق النادي مسؤولية “Technical Director”.
كما أكد ذلك في الجلسة الأخيرة المدربان الجديدان “انزاقي & قيقز”، وهما نجمان كبيران لعبا تحت إشراف أفضل المدربين في زمن “المدرب السوبرمان”، إلا أنهما يؤمنان اليوم بضرورة وضع خطة استراتيجية يحدد فيها النادي أهدافه بعد خمس سنوات وربما عشر سنوات للأندية التي تملك الصبر ولا تتعرض للضغوطات، وقد أعجبني طرح السؤال الاستراتيجي المهم: “Where do you see yourself in 5 years”، حيث يبدأ التخطيط من الإجابة التي يفترض أن يجيب عنها فريق من المتخصصين يحددون أهداف النادي واحتياجاته لتحقيقها، ويقود هذا الفريق شخص خبير بالشأن الفني والإداري يسمى “Technical Director”.

تغريدة tweet:
أعتقد جازماً أن أنديتنا تحتاج لهذا “المدير الفني” أكثر من الأندية العالمية، لأننا نغير المدربين أكثر وأسرع منهم فنعصف باستقرار الفريق وننقله من مدرسة تدريبية لأخرى بشكل يؤثر سلباً على تكوين شخصيته وصقل نجومه، والأرقام المخيفة لعدد المدربين الذين مروا على الكرة السعودية يؤكد وجود مشكلة حقيقية تعيق تقدم الكرة على مستوى المنتخبات والأندية، وربما يكون الحل في تبني فكرة “ Technical Director” يتولى رسم خطة خمسية واضحة المعالم والأهداف التي لا تتغير بسبب نتيجة مباراة أو إخفاق مؤقت، ولا مانع من الاستفادة من الخبرات العالمية، وعلى منصات التخطيط الاستراتيجي نلتقي.