|


رياض المسلم
جدة كذا.. ميسي وسوبر
2020-01-08
في عام 2005 قررنا كأصدقاء الذهاب لحضور مباراة كأس السوبر الإسباني، جمعت برشلونة وريال بيتيس.. حضور المباريات في الملعب لا يقارن بمتعة مشاهدتها على الشاشة.. الفارق كبير..
انتهينا من التخطيط وبدأت رحلة التنفيذ.. البحث عن موعد مناسب للطيران والعروض الخاصة وأسعار الفنادق ،شريطة أن تكون قريبة من ملعب الكامب نو في برشلونة حيث المباراة.. رؤية ميسي ورفاقه هدفنا.. تشبعنا من المشاهدة في التلفاز، نريد أن نكحل أعيننا برؤية أحد أفضل من ركل كرة القدم في تاريخ المستديرة الساحرة..
التكلفة بدت مرتفعة.. والأسعار في العلالي.. المباراة بالنسبة للإسبان فرصة من أجل الاستفادة ماديًّا من السيّاح أمثالنا.. بعض أصدقائي تراجع عن الفكرة والآخر واصل فيها.. طلبنا أسعار تذاكر دخول المباراة فكانت الصدمة.. تضاعفت أكثر من مرة.. وصل بها الحد أن تكون أعلى من سعر تذكرة الطيران ذهابًا وإيابًا.. هنا الاعتذار من أصدقائي لم يكن من بعضهم بل تحول إلى الأغلبية.. دفع أكثر من 20 ألف ريال للشخص الواحد من أجل حضور مباراة واحدة فقط أمر مبالغ فيه.. ألغينا الفكرة فورًا.. فتحولت الـ20 ألف ريال إلى قطة 20 ريالاً لشراء “كبسة بخاري” ومشاهدة المباراة في الاستراحة عبر الشاشة..
بعضنا لم يكن لديه مانع في دفع مبلغ التكلفة من أجل الحضور في الملعب، لكنه في نهاية المطاف تذكر وعثاء السفر وعناءه فرفض الفكرة، ودفع معنا قطة البخاري..
حضور مباريات الأندية الأوروبية تشكل أكبر ترفيه للكثير من عشاق كرة القدم، لذا نجد عروض حضور المباريات تتصدر مكاتب السفر والسياحة.. والإعلانات تغزو وسائل التواصل الاجتماعي.. والإقبال يتضاعف عليهم.. “عزيمة” حضور المباريات عند بعضهم تفوق “عزيمة” وليمة البخاري..
ومع مرور الأزمنة، تبدل الحال.. فاستمراره من المحال.. أصبحت المكاتب السياحية في إسبانيا وبعض الدول الأوروبية تبث عروضًا وإعلانات لحضور السوبر الإسباني في المملكة العربية السعودية.. حسابات وسائل التواصل الاجتماعي في أوروبا المهتمة بكرة القدم تعلن مغريات من أجل مشاهدة السوبر في جدة..
أربعة أندية إسبانية.. برشلونة، ريال مدريد، فالنسيا، أتلتيكو مدريد.. يتنافسون على السوبر الإسباني على أرض المملكة.. هذا العمل الجبار يبرهن على أن بلادنا قادرة على استضافة أهم المنافسات العالمية.. وليس كرة القدم فحسب، بل بقية الألعاب الأخرى.. نعم السعودية حاليًا باتت قبلة المنافسات العالمية..
كل الشكر للهيئة العامة للرياضة ـ بقيادة الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل ـ على ما تقدمه لهذا الوطن الغالي من بوابة الرياضة..