|


نبيه ساعاتي
الاتحاد وئد بفعل فاعل
2020-01-08
تحظى الرياضة السعودية بدعم غير مسبوق واهتمام غير عادي من قبل سمو ولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان ـ حفظه الله ـ رغم انشغالاته الجمة، فتجدها موجودة في رؤية المملكة 2030، كما أنها حاضرة في برنامج التحول الوطني ليس ذلك فحسب، بل هي أساس في كل الخطط والاستراتيجيات المستقبلية، والحقيقة أن هذا الدعم والاهتمام غير مستغرب من رجل حمل على عاتقه مسؤولية إعادة صياغة وتصميم مستقبل هذا الوطن الغالي ـ حفظه الله من كل سوء - إيمانًا بأن الرياضة باتت أحد شواهد تقدم الأمم ورقي الشعوب.
ومن نافلة القول إن للرياضة السعودية أركانًا إذا تهادى أحدها فإنه سيؤثر سلبًا على المنظومة ككل، أولها الاتحاد عميد الأندية السعودية، ثم الهلال صاحب الإنجازات الأكثر، فالنصر فارس نجد، إضافة إلى الأهلي قلعة الكؤوس، هذه الأندية تعتبر أركان الرياضة السعودية بعيدًا عن الميول واختلاف الألوان، وإذا ما انهار أحدها سيلقي ذلك بظلاله سلبًا على رياضة الوطن وعلى مخططات واستراتيجيات التنمية الرياضية.
وما يحدث للاتحاد غير طبيعي، فداخليًا إدارة فاشلة في كل شيء فهي دون فكر ولا مال ولا حيلة ولا أي خصلة إيجابية تعطيك بصيصًا من الأمل، والغريب أنها تصر على الاستمرار وسط أنباء بأن المديونيات قاربت النصف مليار، والأغرب أن الهيئة تبارك استمرارها وتؤكد على أن الأمور في الاتحاد داخلية ومستقرة، وعلى الجانب الفني يتم التعاقد مع مدرب معتزل نهجه يقول إنه قد خرف فلا يقدم أي شيء ولا أي شيء يعجبه، ولاعبين دون المستوى ليس فقط فنيًّا بل حتى في الأحاسيس والمشاعر، وما يزيد الطينة بلة أن تعاقدات الشتوية فقيرة ولا تعالج نقاط الضعف في خطي الدفاع والهجوم وإنما تغذي خط الوسط بالكم لا الكيف.
ومن وراء المكاتب تفرد لجان اتحاد الكرة الموقرة عضلاتها على الاتحاد، فتجده يحتج على لاعب وفق ما تمليه الأنظمة واللوائح، فيرفض احتجاجه دون مبررات مقنعة، وبعدها يحتجب اللاعب من المشاركة قبل أن يلغى عقده، وتحرم لجنة المسابقات الاتحاد من اللعب على أرضه وبين جماهيره بحجة أن الملعب يجهز لاستضافة السوبر الإسباني، ثم بعد أيام وقبل السوبر الإسباني يحتضن الملعب لقاء التعاون والنصر.
وأختم بالقول حتى الجمهور لأول مرة في التاريخ يختار ترك الاتحاد يمشي وحيدًا، وأعضاء الشرف باتوا بلا أي فاعلية، وفي ظل كل هذه المعطيات أقول إن الاتحاد وئد بفعل فاعل.