لدي ما يمكن أن أسميه عقدة أو مشكلة شخصية أو حتى أزمة ثقة بيني وبين ما تسمى صحافة الطفل.. ليس عندي إيمان كامل بهذه الصنعة.. هناك مسرح الطفل.. هناك أغاني الطفل.. هناك أفلام ومسلسلات الطفل.. صحافة الطفل تبدو غريبة وليس فيها شيء من الصحافة التي نعرفها..
أعرف أن هناك مئات المجلات والمطبوعات حول العالم تحاول جاهدة تنمية سلوك الصغار وفتح آفاق واسعة في خطواتهم الأولى في هذه الدنيا الفانية، لكن أعود وأؤكد وأردد بكل قوة وكل ثقة إنها ليست صحافة.. مجلات أقرب للتعليم والتسلية والترفيه منها للصحافة.. صحوت على مجلة ماجد وأعتقد أغلب جيلي فعل الشيء ذاته.. كانت على رأس المسليات التي تلطف رتابة الحياة.. لا نبحث بالطبع عن الأخبار أو التقارير أو الحوارات، وإنما فقط نتسلى بقصص ورسومات وحكايات تعيننا على طفولة يمكن وصفها بالبائسة..
كبرت ولم يتغير شيء في ذهني عن صحافة الطفل.. دخلت الجامعة وكان أسوأ أساتذتنا فيها حاصل على شهادة الدكتوراه من الولايات المتحدة الأمريكية في بحث عن صحافة الطفل.. كان هذا مجرد دليل ليس على رداءة ذلك المحاضر فحسب، وإنما أيضًا تأكيد على أن صحافة الطفل هذه لا يمكن أبدًا تصنيفها مهنيًّا بصحافة مكتملة الأركان.. ربما كلامي عن الدكتور صادر عن أحقاد السنين.. لا أبرئ نفسي وإن النفس لأمارة بالسوء.. عفا الله عنا وعنه، لكنه كان فعلاً محاضرًا يذكر فقط حينما نستعرض الأسماء التي أساءت إلى مهنتها..!!
الصحافة مهنة التفاصيل الصغيرة ومهنة الحقيقة ومهنة اللغة الساحرة، وهذه كلها أدوات لا يمكن للعقول اليافعة التعاطي والتوأمة معها أو الانجذاب إليها أو البحث عنها.. تنشغل هموم الأطفال باللهو وكل ما يبهج النفس.. ربما تؤنسهم القراءة التعريفية إلى حد كبير.. القصص والخيالات مرتبطة بالصور والرسومات، أما القراءة المتعمقة التي تقوم عليها أساسات العمل الصحفي فهذه تبدأ عادة في مراحل الصبا..
بالتأكيد أن عقد المقارنة بين الصحافة الاعتيادية وصحافة الطفل ظالمة وناقصة وغير مكتملة، لولا أن اعتراضي الكبير يتوقف عند تناول كلمة الصحافة وربطها بالبراءة والطفولة.. صحافة سياسية وصحافة اقتصادية وصحافة فنية ورياضية.. صحافة الطفل هذه تبدو نشازًا كطائر ناعم الريش لا يجد له موطئ قدم ولا غصن شجرة نائية في غابة مكتظة بالكواسر والجوارح والضباع والنمور والذئاب الشاردة..
الصحافة قاسية والطفولة بريئة.. الصحافة مراوغة والطفولة واضحة.. الصحافة متجبرة والطفولة متسامحة..
يتراءى أمامي الدكتور البغيض ورسومات مجلة ماجد وأطفال يأكلون الحلوى بين ممرات مدينة ألعاب مائية.. وأسأل متعجبًا ومستغربًا ومذهولاً: أين هي الصحافة..؟!
أعرف أن هناك مئات المجلات والمطبوعات حول العالم تحاول جاهدة تنمية سلوك الصغار وفتح آفاق واسعة في خطواتهم الأولى في هذه الدنيا الفانية، لكن أعود وأؤكد وأردد بكل قوة وكل ثقة إنها ليست صحافة.. مجلات أقرب للتعليم والتسلية والترفيه منها للصحافة.. صحوت على مجلة ماجد وأعتقد أغلب جيلي فعل الشيء ذاته.. كانت على رأس المسليات التي تلطف رتابة الحياة.. لا نبحث بالطبع عن الأخبار أو التقارير أو الحوارات، وإنما فقط نتسلى بقصص ورسومات وحكايات تعيننا على طفولة يمكن وصفها بالبائسة..
كبرت ولم يتغير شيء في ذهني عن صحافة الطفل.. دخلت الجامعة وكان أسوأ أساتذتنا فيها حاصل على شهادة الدكتوراه من الولايات المتحدة الأمريكية في بحث عن صحافة الطفل.. كان هذا مجرد دليل ليس على رداءة ذلك المحاضر فحسب، وإنما أيضًا تأكيد على أن صحافة الطفل هذه لا يمكن أبدًا تصنيفها مهنيًّا بصحافة مكتملة الأركان.. ربما كلامي عن الدكتور صادر عن أحقاد السنين.. لا أبرئ نفسي وإن النفس لأمارة بالسوء.. عفا الله عنا وعنه، لكنه كان فعلاً محاضرًا يذكر فقط حينما نستعرض الأسماء التي أساءت إلى مهنتها..!!
الصحافة مهنة التفاصيل الصغيرة ومهنة الحقيقة ومهنة اللغة الساحرة، وهذه كلها أدوات لا يمكن للعقول اليافعة التعاطي والتوأمة معها أو الانجذاب إليها أو البحث عنها.. تنشغل هموم الأطفال باللهو وكل ما يبهج النفس.. ربما تؤنسهم القراءة التعريفية إلى حد كبير.. القصص والخيالات مرتبطة بالصور والرسومات، أما القراءة المتعمقة التي تقوم عليها أساسات العمل الصحفي فهذه تبدأ عادة في مراحل الصبا..
بالتأكيد أن عقد المقارنة بين الصحافة الاعتيادية وصحافة الطفل ظالمة وناقصة وغير مكتملة، لولا أن اعتراضي الكبير يتوقف عند تناول كلمة الصحافة وربطها بالبراءة والطفولة.. صحافة سياسية وصحافة اقتصادية وصحافة فنية ورياضية.. صحافة الطفل هذه تبدو نشازًا كطائر ناعم الريش لا يجد له موطئ قدم ولا غصن شجرة نائية في غابة مكتظة بالكواسر والجوارح والضباع والنمور والذئاب الشاردة..
الصحافة قاسية والطفولة بريئة.. الصحافة مراوغة والطفولة واضحة.. الصحافة متجبرة والطفولة متسامحة..
يتراءى أمامي الدكتور البغيض ورسومات مجلة ماجد وأطفال يأكلون الحلوى بين ممرات مدينة ألعاب مائية.. وأسأل متعجبًا ومستغربًا ومذهولاً: أين هي الصحافة..؟!