|


تركي السهلي
فهود وثعالب
2020-01-13
ليس هناك من مشكلة تواجه فريق النصر الأول لكرة القدم سوى الألسنة الصفراء التي لا تعرف الصمت حين وقوع العناصر اللاعبة وإدارتها في خلل صغير، ودونما أن تتثبّت من مستوى حجمه ومدى تأثيره وتنطلق دون هوادة مُضخّمة الخطأ وزارعة الخوف في نفوس الجماهير.
خرج بطل النسخة الأولى من كأس دوري محمد بن سلمان للمحترفين من مباراته الدورية الأخيرة مع الاتحاد بتعادل في نتيجة عادية جداً حدثت من قبل وستحدث مستقبلاً، لكن الدائرة “الذهبية” رأت فيها فرصة لتقديم نفسها للجماهير كبديل جاهز لمنصب المشرف العام لفريق كرة القدم، يتحقق من خلاله العودة للاستفادة من الداخل والاستحواذ على كل شيء أصفر. والدائرة أساساً تكوّنت بالتقاء مصالح بين أطراف متعددّة ومختلفة الأهداف وإن كانت انطلقت بداية من “حلم” عودة ورغبة ظهور وتبييض ملفات واختارت التقرّب بالمال كطريقة رواج حتى التمكّن في “غفلة” من رئيس النادي وشخص المشرف العام للفريق الكروي.
والمتتبّع لأسلوب ومنهج الدائرة الذهبية يرى بكل وضوح كيف أنها بدأت في سياسة الدعم والتأييد، ثم التوجيه منذ فترة قليلة استعداداً لتحوّلها إلى مسار الفرض قريب الحدوث جداً، لتضع الجميع أمام الأمر الواقع. لكنها تناست أن الضباع لن تملك أجنحة الحمائم. لا شك أن مجلس إدارة النصر الحالي برئاسة الدكتور صفوان السويكت في غاية التهذيب ويحمل لكل نصراوي تقدير كبير، وأن عبد الرحمن الحلافي شخصية تبذل جهداً هائلاً في عدم التصادم مع أحد حتى ولو كان مشجعًا عاديًّا وهو أمر محمود، لكنه لا ينفع مع من لا يأخذ النصر إلاّ طريقاً للمنفعة وتحقيق المصالح ولديه استعداد دائم لارتداء أكثر من قناع والظهور بأكثر من وجه في سبيل تحقيق ما يرنو إليه.
إن الإدارة النصراوية أقوى الآن من أي وقت مضى فقد قدّمت للجماهير بطولة جديدة وغالية، ولم يعد الوقت مسموحاً باستمرارها في اتّباع سياسة التوافق مع كل الأطراف وبات لزاماً عليها أن تضع كل دائرة في حجمها الطبيعي كي لا تتوسّع فيصيبها الأذى. لقد دخل بعضهم من باب لائحة انتخابات الأندية ودفع الرسوم وبات يجول في كل أرجاء البيت متفحّصاً كل أركانه، ودون مراعاة لمن بداخله منتظراً لحظة الإمساك بالمفتاح، كي يطرد من فيه ومعه نفر لا غاية لهم سوى الجلوس في مساحة مهما كان حجمها. لكنهم لا يعلمون أن الثعالب لا تلد فهوداً.