|


نبيه ساعاتي
لا.. للأصفرين
2020-01-15
والتر بالدون يقول جميعهم أصحاب إلا صديقي هو من صادق قلبي، وفي عالم كرة القدم لا يوجد شيء اسمه صديق، فجميعهم أصحاب يبحثون عن مصالحهم، ومتى ما تقاطعت أو تعارضت مع مصالحك فلا يترددون في النيل منك متى ما استطاعوا، وذلك أمر طبيعي فالعلاقات في عالم الرياضة تنافسية في المقام الأول، ومن يظن بأن المنافسين سيضحون بلاعب أو بنقطة أو بمباراة لعيون صاحبهم فهو ساذج واهم.
وفي هذا السياق فإن العلاقة بين الأصفرين أو الاتحاد والنصر في أساسها كانت قائمة على مصالح نصراوية، فالنصر كان يتنفس عبر الاتحاد، حيث كان الإعلام في الوسطى كله هلالي، وكان النصراويون وفي مقدمتهم الأمير عبد الرحمن بن سعود ـ رحمه الله ـ لا يجدون لهم مكانًا للتعبير عن رأيهم “بأريحية” سوى عبر صحافة الغربية، التي كان يهيمن عليها الاتحاد سواء في عكاظ أو المدينة أو غيرهما من الإصدارات الرياضية، ورغم ذلك عندما وجد النصر الفرصة وجه ضربته للاتحاد وخطف سعيد غراب في عام 1389، الذي كان أهم لاعبي الاتحاد في تلك المرحلة، ويبقى الأمير الوليد بن بدر صاحب إنجاز عالمية النصر من خلف المكاتب.
عمومًا امتدادًا للحديث عن العلاقات الاتحادية ـ النصراوية تجدر الإشارة إلى أن ماجد عبد الله لعب دورًا هامًا في التقريب بين الأصفرين من خلال زيادة حصة المتعاطفين مع النصر من الاتحاديين في ظل نجوميته الطاغية خلال حقبة زمنية ماضية، ولقد ظهرت في تلك الفترة على ضوئها المقولة الشهيرة: جماهيرية ماجد أكبر من جماهيرية النصر، وتلك في رأيي الشخصي حقيقة، فلماجد عشاق من محبي الأندية الأخرى ومن بينها الكثير من جماهير نادي الاتحاد.
ولعل ما يثير الاستغراب والدهشة أن يطالب بعض النصراويين بتراخي الاتحاد أمامهم ومنحهم نقاط المباراة أملًا في أن يحقق النصر بطولة الدوري، كلام أجوف أخرق للأسف يتداول على مستويات نصراوية رفيعة، حسافة فعلًا.. الاتحاد لهؤلاء ولمن لا يعلم هو أول الأندية السعودية وعميدها وهو صاحب الإنجازات الخالدة محليًا وخليجيًا وعربيًا وقاريًا والنادي الذي يضرب المثل بجماهيريته الجارفة ووفائها، الاتحاد يا هؤلاء يمرض ولا يموت وفي عز وعكته لا يرضخ لكائن من كان ولا يتنازل عن المبادئ التي شيد عليها.
وأختم باستعادة ما قاله الأمير فيصل بن تركي رئيس النصر السابق “لا.. للأصفرين”.. مع كامل الاحترام لحكماء وعقلاء النصر.