|


هيا الغامدي
زيدان «على مقاس» مدريد
2020-01-16
هل تؤمن بالفروق الفردية؟! هل تدرك أن على هذه الأرض من خلق والحظ بين أقدامه؟! وهل تشعر بأن للسعادة هرمونًا يصنعه بعضهم وينتزعه الآخر؟! كان قدر مدريد أن يكون “زيدان” من أهم مكوناته وتفاصيل سعادته، فمثلث القدرة والاستطاعة مع مدريد وبيريز هو زيدان، مع الكيمياء الإيجابية التي يبثها بتفاصيله، فمدريد حتى مع النقص والإصابات وغيرهما يقوى أكثر ويصنع الفرق ويدهش ويبهر.
قدر بعضهم أن تساق له الألقاب انسياقًا وزيدان رجل النهائيات وبطل الألقاب، صافح 2020 بصفحة بيضاء جديدة وبطولة تضاف لسجله الفخم مع الملكي، بطولة تضاف إلى رصيد “الحب” مع المدريديستا. وكان من الضروري أن يخرج كل ما لديه من أجل تخطي الوقت العصيب الذي وضع فيه قبل البطولة، بإصابة أهم ثلاث أذرعة بيل وبنزيمة وهازارد، وبذكاء تخطى الفرنسي ذو الدماء العربية العقبة بصناعة أجنحة طيران ملكية جديدة عبر بها للقب، زيدان من المدربين الذين يحسنون صنعًا بعمل الحلول والمخارج الإدراكية، يصنعها ويصدرها أيضًا.. وما أكثر من أتلتيكو وسيميوني عنادًا وشراسة دفاعية وقتالية وتنافسًا وندية، ليتجاوزه بضربة الذكاء بركلات الترجيح التي هي كاليانصيب تخضع للحظ، ولكن الحظ لا يصنع الأبطال الحقيقيين، فلو كان الحظ رجلاً لقتله سيميوني وعصابته المدريدية. زيدان على مقاس مدريد تمامًا، ومدريد “جرب” معارك كرة القدم من دون زيزو وشعر بالفرق مع الفقد وهو يعلم من هو زيدان.
كل شيء كان مختلفًا فريدًا لمدريد بالنهائي حتى كورتوا النجم المكروه بمدرجات مدريد غير قناعاتهم لحب جديد وليد بمعركة القفازات، انتصر على أوبلاك وهزمه كما هزم توقعاتنا جميعًا، ركلات الترجيح ذكاء قراءة نفسية فنية ذهنية عالية الجودة، وقبل كل شيء توفيق ودراسة وتخصص يلعب فيها الحظ مع الانفعال وتشتت الانتباه دورًا كبيرًا، لذلك ابتمست لمدريد وزيدان وأخرجت لسانها لسيميوني والاتلتي.. لن تهزم أحدًا وأنت تشعر في قرارة نفسك أنك أقل منه رغم كل ما لديك، ورغم إيمانك بنفسك، إن كنت تشعر بالهزيمة الداخلية فلن تنتصر فالهزيمة من الداخل أعمق أثرًا من هزيمة الأعداء الظاهرية، وهي ليست سوى انعكاس لانهزام الروح.. تعلموا من مكون مدريد الفريد من ثقافة زيدان بصناعة الصلابة الدفاعية والفعالية الهجومية، حيث لم تعد العرضيات وحدها السلاح بعد رحيل الدون، ومن كيمياء الهدف الإيجابي ومن صناعة الفارق دائمًا التي تنتصر لبعضهم وتهزم الآخر.