|


تركي السهلي
مستقبل الأخضر
2020-01-18
عبر المنتخب السعودي لكرة القدم عن فئة الأولمبي خطوة هائلة نحو الوصول لأولمبياد طوكيو الصيف المقبل، بفوزه على المنتخب التايلاندي في مرحلة ربع النهائي بهدف دون مقابل في مباراة جرت أمس. والتأهل السعودي لأكبر وأقدم تجمّع رياضي دولي سيكون بمثابة إنجاز عظيم وثمرة جديدة تُقطف من ثمار المنهج الرياضي الجديد المُطبّق.
اتساقاً مع رؤية المملكة 2030 ووجه سعودي ناصع سيظهر للعالم مع كل البياض المنتشر هذه الأيام في سماء البلاد. والُمراقب للمنتخب الأولمبي يُدرك جيداً أن العمل الفني والإداري على أكمل وجه، والاتحاد السعودي لكرة القدم يقف على كل صغيرة وكبيرة، والاهتمام من قبل الهيئة العامة للرياضة والشباب واضح كل الوضوح والأماني كلها مُعلّقة من قبل الجماهير، بأن يُقدم لنا هذا المنتخب فرحة نستحقها غائبة منذ سنوات طوال.
يظن بعضهم أن الرياضة لا تُقدّم شيئاً سوى التسلية وهذا خطأ جسيم، كون التمثيل الوطني في المحافل الدولية مسألة في غاية الأهمية ويُعطي مجالاً كبيراً للتعرف على البلاد وثقافتها ومدنية شعبها، ويمنح انطباعاً جيداً عن كل من يصل إلى مرحلة متقدمة من المسابقات، في أنه مؤسِس لأرضية قويّة لكل فرد في ممارسة حقه بالمشاركة والتسابق وبناء قدراته.
إن تهيئة جيل رياضي أمر في غاية الصعوبة ويحتاج إلى طريق طويل من العمل والبناء والصبر للوصول للنتائج، ولا بد أن يسبق أي خطوة خطة دقيقة وعزم لا يلين وإيمان عميق بكل الرؤى والأهداف.
لقد وصلنا إلى مرحلة مهمة الآن من تكوين هويّة سعودية جديدة، وأمامنا مسيرة حافلة من التأسيس لحالة وطنية لا تتوقف، ظهرت ملامحها جليّة وبقي التعاطي معها على مستوى أعلى من الجماهير والاستمتاع بها دون خوف أو تراجع، وعلى كل المكوّن الوطني أن يعي هذا جيداً كي نقفز إلى مستويات لا يمكن معها القبول بأي اهتزاز.
المنتخب السعودي الأولمبي الحالي نواة ممتازة لمنتخب أوّل كبير وقوي، وما زرعناه في الفئات السنيّة نجني ثماره هذه الأيام، ولولا أننا كُنا على صبر وثقة بكل مرحلة لما نعمنا بهذا التقدّم الكروي والرياضي على نحو عام.
الغياب الذي لازم الكرة السعودية عن الأولمبياد كان أكثر من اللازم ولا نريده أن يعود، وعلينا أن نسعى لإنهاء زمنه والبدء بزمن لا غياب فيه، وعلينا أن نحتفي بكل فرد في هذا المنتخب، وبكل من يقف وراءه وأن ندعو الله عز وجل أن ينصر المنتخب وأن نفرح جميعاً بالوصول للمحفل الدولي.