|


سعد الدوسري
تمهيد المخدر
2020-01-19
أشرت أمس، إلى أن الشفافية في الاعتراف بالمشكلة، والعمل الاحترافي لمعالجتها، هما العدة والعتاد لمحاربة وقوع الشاب أو الشابة في براثن المخدرات. وكلما كان الوقت مبكراً، كان الانتصار أسرع وأكثر فاعلية.
هناك سمات معروفة، قد تجعلنا ننتبه إلى أن ابننا أو ابنتنا في الطريق الخطأ. أبرزها الميل للعزلة وسرعة التوتر وتقلب المزاج. رفقاء السوء ليسوا هم المصدر الوحيد لحصول الفتيان والفتيات على المخدر، فقد تكون شبكات التواصل الاجتماعي هي المزود له. الحسابات التي تتوجه للشباب محفوفة بالمخاطر، ولا ينجو منها إلّا الذين يدركون خطورتها، وقدرتها على الترويج للمشروبات الروحية والمخدرات والشذوذ والتطرف، وفيها جميعها السم القاتل.
هناك لحظة حاسمة للوقوع فريسةَ السيجارة الأولى أو الحبة المخدرة الأولى. هذه اللحظة هي المفصل التاريخي لحياة الفتى أو الفتاة، فإن قبلها تحت أي مبرر، مثل التجربة أو المجاملة أو ادعاء النضج أو إقناع النفس بأنها مجرد تسلية، فإن الفأس ستكون قد وقعت في الرأس، وسيكون من الصعب العودة لنقطة الصفر مرةً أخرى، حتى وإن اكتشف كل منهما خطأَهُ، سيظل هناك شرخٌ في الجدار النفسي. أما إن رفضَها أو رفضتْها، فسيكون الرفضُ بذرةً لشجرة صلبة، ربما لن يهزَّها ريح. وسوف يظل هو يتذكر،وستظل هي تتذكر هذا الموقف طيلة حياته وحياتها، على أساس أنه يعكس موقفه وموقفها الحاسم في اتخاذ قرارته أو قراراتها المصيرية.
سؤال المليون ريال:
- كيف أجعل هذا المراهق، ذكراً أو أنثى، يرفض السيجارة الأولى؟!
سوف تكلف الإجابة على ذلك السؤال أكثر من مليون ريال! فعلينا لكي نمنع اصطدام السيارة بالجدار، أن نزيل الجدار أو نسلك طريقاً آخر. الحل الأول لن يجدي نفعاً، فمن المستحيل أن نزيل كل جدار سيظهر أمامنا! أما الحل الثاني، فيحتاج منا أن نمهّدَ الطريق فقط. ويجب ألا نعتبر هذا الطريق بديلاً، بل أساسي في عبور المواقف المشابهة. علينا أن نختار له أصلب أنواع الإسفلت، وأجمل الأرصفة، وأكثر الأشجار إخضراراً، وأسطع أعمدة الإنارة إضاءةً. ومن الأفضل أن تكون هناك شاشات ذات أبعاد ثلاثية، تعرض مقاطع لنجوم رياضيين، يمارسون تمارينهم الصباحية. ولكي نحوّل هذا التصور المجازي إلى حقيقة، يجب أن نؤمن إيماناً قاطعاً بأن غياب العقل، ولو للحظات، هو بداية لطريق آخر، نهايته الموت والعار معاً.