|


أحمد الحامد⁩
كلام في الفن
2020-01-20
نشر الصحفي فهيد اليامي تعليقاً أرفقه بفيديو قصير لطفلة تغني أمام لجنة برنامج the voice kids، كاتباً في تعليقه: “هذه الطفلة إمكانياتها الفنية أكبر من اللجنة ومن البرنامج”، ما إن تضغط بأصبعك على شاشة الجوال حتى ينتشر في المكان صوت ملائكي قادم من زمن أسطوري لا عهد لنا به.
يفصلك في رحلة قصيرة عن واقعك وعن ما كان يشغلك ثم يعيدك إلى الأرض في أقصر رحلة خارج الزمن مدتها لا تتجاوز دقيقتين، أثناء هذه الرحلة كان صوت عاصي الحلاني يتداخل قائلاً لزميلته في اللجنة نانسي عجرم: صوتها حلو.. بينما كان محمد حماقي ثالث اللجنة متردداً في اختيار الطفلة المغنية لتكون ضمن الأصوات المختارة للانضمام للحلقات القادمة، لكن صوتها لم يكن كافياً لقناعاتهم وتم رفضها، أعلم أن مثل هذه البرامج تجارية، ولكن حتى للتجارة معاييرها المحترمة، كان فهيد صادقاً ودقيقاً، فصوت الطفلة كان أكبر من اللجنة فعلاً، ولا عيب في ذلك، فإمكانيات نانسي الصوتية محدودة ونجاحها جاء في زمن الصورة كونها مؤدية ذات وجه جميل وليست مطربة، وكونها نجمة لا يعني بأنها تستطيع تقييم الأصوات، أما عاصي وهو شخص لطيف على الصعيد الشخصي لكنه لم يتمكن من فهم الحالة الفنية التي أمامه، كانوا كما قال فهيد أمام صوت أكبر من قدراتهم الفنية، بل حتى الصوتية، ليس عيباً على اللجنة في أن تكون هناك طفلة ذات قدرات فنية تتفوق عليهم، فهذه قدرات توهب ولا تكتسب، لكن من المحبط أن يكون مصير موهبة هذه الطفلة ينتهي على هذا الشكل، البرنامج أجنبي تم تعريبه، وحققت نسخته العربية نجاحاً، لكن المقلد دائماً تفوته بعض النقاط الأصيلة من العمل خصوصاً إذا ما كان الأمر بحجم لجنة تقييم المواهب.
انتشرت أسماء فنية في زمن اختلفت معاييره في طرق الغناء والدعاية، ظهرت أسماء كثيرة حققت انتشارًا سريعاً، لا يتطلب الانتشار سوى بعض الأداء لبعض الجمل الغنائية القصيرة وعبر البرامج الصوتية، يستطيع مهندس الصوت تحسين الصوت بصورة كبيرة، الوسامة والجمال أيضاً لهما فعلهما الساحر، سأل أحد الفنانين الكبار عن صوت فنانة معروفة فقال أحب أن أستمع لأغانيها التي تسجلها في الاستديو، قاصداً بعد التحسينات التي تجرى على صوتها، وأضاف بأنه لا يحب الاستماع إليها في الحفلات، حيث تغني دون أي تحسين على صوتها، قد نفترض أن هذا الزمن له متغيراته وتطوره، لا مانع في ذلك، لكن من الصعب أن تشاهد نفس هذه الفنانة في لجنة تقييم المواهب في إحدى البرامج الغنائية، وتستمع إليها وهي تعطي النصائح الخاطئة للمشاركين.