|


سعد الدوسري
«وش رأيك في الحكومة»؟
2020-01-22
نتابع بفرح شديد المشاركات العفوية لشبابنا وشاباتنا في مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة تلك التي يدافعون فيها عن الوطن، ويردون من خلالها على كل صوت نشاز يحاول أن يمس هيبته، سواء من الداخل أو من الخارج. لقد منحت هذه الوسائل فرصاً للتعبير الحر، لم تكن متوفرة للأجيال السابقة، إذ كانت المنصات مرتبطة بالإعلام الرسمي أو شبه الرسمي، من تلفزيون وإذاعة وصحافة ورقية. وسأعطي للشباب اليوم صورة عن الماضي السحيق!
في برامج الإذاعة والتلفزيون، ذات الصبغة الحوارية مع المشاهدين أو المستمعين، في الشارع أو الأسواق أو المطارات أو المستشفيات، يلتقي المذيع مع المواطن ليسأله عن رأيه في الخدمات الحكومية، فيجيب نفس الإجابة التي يجيبها كل مواطن، والتي يشكر فيها حكومتنا الرشيدة ويثني بها على تلك الخدمات الجليلة. وقد لا يظهر إلا نادراً، من يقول رأياً أو ينتقد خدمة. أما الصحف، ولأنها ليست رسمية بالكامل، بل شبه رسمية، فإنك ستجد نفس عبارات المديح للحكومة الرشيدة، وستجد أيضاً مقالات وتقارير تحاور الواقع بجرأة وتنتقد السلبيات بشجاعة، لكنها في الحد الأدنى. أما عموم القراء، فإن الرسائل التي يرسلونها، وهي بالمئات، وتصل داخل أكياس من الخام، فإن ما ينشر منها أو يعتذر لها، لا يتعدى أصابع اليد؛ هل تخيلتم حجم الأصوات المهدرة التي كانت تبحث عن منبر للتعبير؟!
يجب أن يحتفل شبابنا بما تتوفر لديهم اليوم من وسائل للتعبير؛ إذ بإمكان أي منهم أن يؤسس صحيفة موبايل باسمه، أو قناة يوتيوب أو قناة إذاعية تبث على الهواء مباشرة. وكل هذه المنصات لا رقابة عليها، وبإمكان الشابة أو الشاب أن ينشر أو يبث ما يشاء من الأخبار والبرامج، طالما أنه ملتزم بالمهنية والمعايير الإعلامية وبحقوق الملكية الفكرية وبالآداب العامة. ويجب ألا يخيفنا أولئك الذين استغلوا هذا الفضاء الحر، لكي يبثوا سمومهم في الوسائط الاجتماعية، بهدف شق صفوف الشباب وتهييجهم ضد كيانهم الوطني. هؤلاء لم يختفوا ولن يختفوا عن أي زمان. يعيشون على أموال منظمات تخريبية، لزعزعة الاستقرار وخلق الفتن، إذ أن ذلك هو ما يحقق لها النمو والازدهار. كل ذلك بات مفهوماً لدى شبابنا، خاصة بعد تجارب الربيع العربي، وصاروا هم من يقفون بالمرصاد لكل محرض، والفضل وحده بعد الله، للإعلام الجديد، البعيد عن: “وش رأيك في خدمات الحكومة”؟!!