|


أحمد الحامد⁩
تغريدات الطائر الأزرق
2020-01-24
ثلاثة أرباع الزعل.. ظن، هذا ما أبدأ به تغريدات الطائر الأزرق الذي خصصت يوم الجمعة لنشر تغريداته، والتغريدة لحمد السبيعي، لامستني التغريدة كونها تعبر عن زعل الآخرين علي الذي بُنيت أسبابه على ظنون، ليس هم فقط أنا كذلك مثلهم بنيت كما بنوا، لذلك عندما يلتقي المتخاصمان على طاولة واحدة ويتحادثان عن سبب الزعل، والفراق يذوب الجليد.
كما أن ثلاثة أرباع الناس يكتشفون أن معظم أساسات القناعة كانت مبنية على ظن، والظن ملاصق لنا كأنه ملابسنا التي نرتديها سواء كان الظن حسناً أو سيئاً، لكن السعيد من أحسن الظن دائماً وارتاح من تحليلاته وتبريراته، إلا إذا كان نتاج الظن قصيدة تغنى بصوت نجاة: أيظنُ أني لعبة بيديه؟ أنا لا أفكر في الرجوع إليه!، حساب وليد غرد بمقولة لي ميلدون، عن سحر الابتسامة وقوتها، تلك الوصفة التي توصف حتى للمهزوم كي لا يعطي للمنتصر فرصة للاحتفال والتشفي، وتلك الطاقة العظيمة التي تعطيها للخائف فيأمن ولليائس فيأمل، يقول لي ميلدون: “نادراً ما يلاحظ الناس ملابسك القديمة لو كنت ترتدي ابتسامة كبيرة!”، ماذا نفعل كي لا ننسى الابتسامة؟ لا بد أن ندرب عضلات وجهنا عليها، هذا أفضل ما نستطيع تقديمه للعالم الذي كنا نريد أن نصلحه فشاركنا في إفساده.. لا أقصدكم أعزائي القراء، أقصد نفسي أولاً ومن يريد أن ينضم لي، لأنني وأنا أكتب سمعت صوتاً يقول: تكلم عن نفسك.. حسناً.. تكلمت وأعتذر من سمو أعمالكم.. حساب علم النفس نشرت له عدة تغريدات سابقة، يتابعه مئات الألوف ويعيد نشر تغريداته الآلاف “ريتويت”، أظن أن صاحب الحساب يلمس في بعض المتابعين حب النفس والشعور بظلم الناس لهم ولنواياهم الطيبة دائماً لذلك توافق تغريداته أهواءهم وتنسيهم أخطاءهم وبعض منكراتهم.. لكن التغريدة التالية ليست من هذا النوع، بل هي تحفيزية لكل إنسان تصادم مع واقع الحياة فكشفت له عن وجهها الكامل بعد أن كان لا يرى سوى عينيها المكحلتين في الخمار الأسودِ، خمار ربيعة التميمي، حساب علم النفس غرد لنا: “كل صعوبة أو خيبة أو حتى هزيمة واجهتك لم تكن صدفة عابرة في حياتك، كل حزن وانكسار وألم تشعر به في أعماقك كانت إشارة لتعيد بناء نفسك!”، نوفل الجنابي غرد بمقطع شعر للشاعر الأمريكي إدوارد هيرش، أعجبني المقطع كثيراً لأنني أصبحت على ما صار عليه الشاعر:
كنت أسخر من أبي وجماعته الحمقى
بسبب النهوض المبكر في صباح الأحد
وتناول القهوة في محل قريب
أنا الآن أحد هؤلاء الحمقى.