|


بدر السعيد
صراع اللافتات..
2020-01-25
أتفهم رغبة أي مشجع في أن يشاهد فريقه في القمة دائماً، بل لو ترك الأمر لأمنياته لتمنى أن يفوز فريقه على الدوام ولا يخسر، وأن يحقق كل منجز متاح..
هذا فيما يخص الأمنيات وهي حق ذهني لا يمكن التحكم به بشكل مطلق، ولاسيما أن لغة العاطفة الطاغية تسيطر على شريحة كبيرة من المشجعين العاشقين.. أما ما يخص الواقع فيختلف تماماً عن ذلك، إذ إن الخسارة حاضرة وواردة، بل الإخفاق وحتى العجز في حالات ولحظات من عمر المنافسات عبر التاريخ.. وهنا يظهر الفارق بين من ربط علاقته بفريقه تحت حكم العاطفة أو تعامل مع الواقع بأحكام العقل.
وبين سيطرة العاطفة وإحكام أحكام العقل يظهر الفرق جلياً، فتظهر فيه شرائح المشجعين وقد انقمست إلى فئات وفق معايير العاطفة والعقل.
أتفهم كذلك غيرة المشجعين على فرقهم وكياناتهم التي ارتبطت بها قلوبهم قبل عقولهم، وهي الغيرة التي اتجهت في أحيان كثيرة إلى الحدة المرفوضة والتشنج الممقوت بعد أن تم تسليم العقول إلى بعض الأصوات والأقلام الإعلامية التي استغلت تلك العاطفة لتوظفها في اتجاهات بعيدة عن الواقع، ومن ذلك ما ظهر في السنوات الأخيرة من توجيه عجيب نحو الألقاب التي باتت توزع كيفما شاء وبلا معيار، حتى حصلت على أهمية وهمية صنعها إعلام عاجز عن تقديم المنجز الواقعي فاكتفى بالمنجز الوهمي المتمثل في منح لقب هنا ورقم وهمي هناك يعبر عن عدد البطولات التي لا مستند لها.
وهنا وصلنا إلى مرحلة انتقل الصراع فيها من الأداء الأفضل والإنجاز الأقوى إلى أن أصبح الصراع منحصرًا بين أرقام وألقاب صنعها إعلام عاجز عن التغني بالمنجز الحقيقي واكتفى بالعيش وسط صراع بين لا فتات هنا وهاشتاقات هناك، علها تشبع ذائقة وطموح تلك الفئة من الجماهير المغلوبة على أمرها والتي بات منتهى طموحها التغني بلقب أو رقم “وهمي” لا يقدم بل يؤخر ويؤخر ويؤخر.
وبالطبع أنا هنا لا أتنقص من ربط إنجازه بما لذ وطاب من الأوصاف ومن ربط تاريخه الناصع بما يليق من أوصاف وعبارات، فذلك حق مشروع بل نتيجة طبيعية ارتبطت بالفوز والفرح والإنجاز وتعبير منطقي عن ما تحقق.. لكن انتقادي وعجبي ينحصر في أولئك الذين عجزوا عن الإنجاز على الأرض، فبحثوا نحو ألقاب وأرقام وعبارات وهمية لا تكلف أصحابها سوى قيمة الأقمشة والتصميم، ثم تنفيذها وفق المساحة التي يريدها صانع الوهم.
دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن..