|


سعد الدوسري
«مشّي حالك»
2020-01-26
خلال الأشهر الماضية، بدأتْ على استحياءٍ شديد، حملةٌ لتخصيص مساحات للمشي في المجمعات التجارية وبعض المؤسسات الحكومية والأهلية. وتابعنا بعض المديرين التنفيذيين وهم يفتتحون تلك المساحات، ويبدؤون المشوار الأول فيها.
مثل هذه المبادرات والحملات ضرورية جداً، وأثرها كبير جداً جداً. وعلينا ألا ننتظر حلول اليوم العالمي للمشي، لكي نتسابق في تنفيذ البرامج التي تصب في خدمة أهدافه. يُفترض ألا تكون مضامير المشي مثل مواقف ذوي الاحتياجات الخاصة! نخصص لها المواقع، لكننا لا نراقبها لنتأكد من فاعليتها وأدائها لأدوارها التي وضعت من أجلها.ومع الوقت، تتحول إلى مواقف عامة. حين نؤسس خدمةً جديدة، لم تعتدها ثقافة الناس، فمن الأجدى أن نراقب عن كثب التزامهم بها، من خلال التقنيات الحديثة المتوفرة، لكي يعي مستخدمو الخدمة أنها تحت المراقبة، فيكون التزامهم أكثر.
إن نسبة البدانة لدى الأطفال في السعودية، تشكل قلقاً شديداً لدى المؤسسات المعنية بالصحة، فنحو 3.5 مليون طفل سعودي يعانون من السمنة، 44% منهم سمنتهم مفرطة. ومعروف ما تتسبب به الأوزان الزائدة من أمراض يصعب علاجها في مراحلها المتأخرة، إذ تتطلب سلسلة من الإجراءات الطبية، وربما الجراحية، لتفادي المضاعفات التي قد تهدد الحياة. هذا بالإضافة للتبعات النفسية التي تترك آثارها على الطفل البدين أو الطفلة البدينة، وعلى والديهما. ولعل الوقاية الأولى من السمنة، هي ضبط تناول الأغذية وممارسة الرياضة اليومية، وعلى رأسها المشي؛ هذه المتطلبات لا تقنع أطفالنا ولا شبابنا! الوجبات السريعة والأجهزة المحمولة، هي العدو الرئيس لكل الجهود التي يبذلها الآباء والأمهات، في سبيل إنقاص أوزان أطفالهم.
إن المكافآت المدرسية والمنزلية والمجتمعية للأطفال والشباب الذين يلتزمون بالمشي وبالأغذية الصحية، هي التي ستجدي نفعاً.وليس بالضرورة أن تكون مكافآت مالية. تسليط لقطة مخرج مباراة على شاب وزنه صحي، وحديث المعلق عنه، هو مكافأة له وتحفيز لغيره. إشراك الملتزمين من الأطفال والشباب ذوي الأوزان المثالية في المناسبات والفعاليات، تخصيص يوم مدرسي في الأسبوع، لتكريم الطلبة والطالبات الملتزمين بممارسة المشي اليومي، سيكون دافعاً للبدناء والبدينات لتخفيف أوزانهم.المطلوب أفكار إبداعية ملهمة ومستمرة، تجعل من المشي والغذاء الصحي والانضباط في استخدام الأجهزة اللوحية المحمولة، ممارسة يومية لكل الأعمار.
“مشّي حالك”، وأنقذ نفسك. هذه العبارة، يجب أن ترن في آذاننا كل ساعة.