|


محمد الغامدي
سبعة النصر ليس صدفة
2020-01-29
أما وقد أسدل الستار على مسيرة المنتخب الأولمبي بوصوله إلى طوكيو 2020، فحق للأندية ومحبيها أن تفخر بلاعبيها المشاركين في البطولة, وحق لاتحاد الكرة أن يقدم شكره لها، وفي مقدمتها النصر الذي قدم سبعة لاعبين، وهو نتاج عمل جبار ومضنٍ لم يأتِ مصادفة، بل استمر لسنوات وأثمر ذلك التواجد وتلك الرعاية قطف الإنجاز الآسيوي.
كثير من رؤساء الأندية لا يأبه كثيرًا بالفئات السنية، كونه يحمل هم تواجده لسنوات قليلة ويريد تحقيق الإنجازات السريعة، فتجد الدعم المالي لهذا القطاع غير كافٍ لتلبية احتياجات القطاع، مما ينعكس أثره السلبي على جلب مدربين أكفاء يمكن من خلالهم تطوير قدرات اللاعبين الصغار وصناعة قاعدة تخدم الفريق الأول على المدى البعيد، وهو ما أفرزته تجربة النصر في السنوات العشر الأخيرة، سواء بإيجاد منشأة لهذا القطاع داخل منشأة وتكفل بها داعم كبير كان موقنًا بأن الفئات السنية هي الكنز المفقود الذي يمكن الاستفادة منه في المستقبل، فوضع الدكتور أيمن باحاذق العضو الداعم اللبنة الأساسية لهذا المشروع، الذي فاق بناؤه أكثر من 12 مليون ريال، ليكون منتجًا لتلك الأسماء في المنتخب الأولمبي وغيرها من المنتخبات.
الخطوة التالية التي سارت بتناغم مع بناء المنشأة هي بناء اللاعب في أعمار صغيرة، حيث مرت عدة مدارس تدريبية متخصصة من أوروبا الغربية أو الشرقية، وجاءت اختياراتها بعناية لتكمل المسيرة الفنية لإنتاج لاعبين بدأ تلقينهم اللعبة من عمر لا يتجاوز العشر سنوات، لعل أبرزهم فراس البريكان وسامي النجعي وخالد الدبيش وأيمن يحيى، وبعضهم الآخر تم استقطابهم من أندية صغيرة في أعمار مناسبة لإعدادهم بشكل أكبر كعبد الإله العمري وصالح الوحيمد وغيرهم، وقد يستهين بعضهم بالاستفادة من الفئات السنية أو قد يبدي تضجرًا بحكم السنوات التي يمكن خلالها إعداد وصناعة لاعب، لكنها على المدى البعيد تمثل دعمًا لا يستهان به، لضخ مثل هؤلاء داخل الفريق والاستفادة منهم فنيًّا وتقليل الأعباء المادية للنادي بشراء عقود باهظة للاعبين في مراكز مختلفة، ولا يصدق بعضهم أن مثل هؤلاء النجوم الذين بدأت رعايتهم في سن مبكرة لم تتجاوز تكلفة تسجيلهم في النادي بضعة آلاف من الريالات، وهم الآن يصنعون لأنفسهم مكانة للانطلاق نحو النجومية، ولذلك فالاختيارات التي جاءت للنصر بأكبر عدد من اللاعبين لم تأتِ اعتباطًا أو مصادفة بقدر متابعة ورصد لعمل وجهد استمر سنوات للاعبين أكفاء حتى وقع عليهم الاختيار.