ما اللاعب؟ هل هو إله؟ هل يقدر على استحضار أفكار جديدة من العدم؟ تلك أسئلة الكاتب الأمريكي مارك توين “ما الإنسان” حولتها إلى “اللاعب” فهو في البداية والنهاية إنسان يدخل في هذه الأسئلة في عمومها، لكنني أريد قصرها على نشاطه كلاعب.
بدأ كتاب “ما الإنسان” بالآلة البشرية والفضيلة الشخصية تمهيدًا لحوار جرى بين شيخ وشاب يتحادثان، وفي خضم الحديث أكد الشيخ أن الإنسان ليس أكثر من إله، فاعترض الشاب على قوله طالبًا منه الخوض في التفاصيل وعرض الأسباب التي بنى عليها موقفه.
الحوار بينهما طال كل صفحات الكتاب، كان الشيخ والشاب يتبادلان الأسئلة والأجوبة للتأكيد أو نقض نظرية الشيخ أن الإنسان محكوم بمعدنه وبالمؤثرات التي تؤثر في هذا المعدن كالموروثات والبيئة والروابط، فهو منقاد وموجه بالمؤثرات الخارجية فحسب، دون أن يبتدع شيئًا من عنده ولا حتى فكره.
يضرب مثلاً أنه لو أن شكسبير ولد وترعرع فوق صخرة نائية في عرض المحيط لما وجد ذكاؤه الحاد مواد خارجية توظفه ولما كان بمقدوره ابتكار أي مادة، وما كان ليجد مؤثرات خارجية من تعاليم وآراء ونماذج وعوامل ملهمة ذات قيمة، وبالتالي كما يقول “شيخ “ مارتن ما كان لينتج.
هذا جعل الشاب يقول إذا خلاصة كلامك لسنا سوى آلات وبأن الآلات قد لا تتفاخر بآلية عملها ولا تطالب بمكافأة شخصية ولا بإطراء ومديح لقيامها بذلك، ليرد عليه الشيخ أنها الحقيقة، لكن ماذا عن اللاعب الرياضي في عالمنا العربي؟ مثلاً ما الذي يمكن أن يؤثر في معدنه من الموروث الرياضي أو البيئة؟ وهل يمكن لنا أن نتصور أن تخرج عن ما ألفناه وخبرناه؟
لماذا نطالب اللاعب أن ينتج خلاف ما يعيشه ويعايشه؟ ولماذا نبرئ البيئة والمجتمع من تقييد اللاعب في مساحتنا ونتساءل كيف له ألا يخرج عنها ويصبح لاعبًا محترفًا كبقية اللاعبين في العالم المتقدم؟ لماذا نحجم عن الاعتراف بحقيقة أن اللاعب ليس إلا نتاج ما يصله من مجتمعه وبيئته؟
أضرب مثلاً لو أن صلاح ظل لاعبًا مصريًّا أو وافق زيدان أن يبقى في الجزائر أو لم تهاجر عائلة الملاكم نسيم حميد من اليمن وقس عليهم آخرين غيرهم، كيف كان لمعدنهم أن تؤثر فيه كل تلك المواد الخارجية التي صنعت منهم رياضيين أفذاذًا على مستوى العالم، شيخ مارتن يذكرنا أن المحرك البخاري في أصله صنع من الصخور.
بدأ كتاب “ما الإنسان” بالآلة البشرية والفضيلة الشخصية تمهيدًا لحوار جرى بين شيخ وشاب يتحادثان، وفي خضم الحديث أكد الشيخ أن الإنسان ليس أكثر من إله، فاعترض الشاب على قوله طالبًا منه الخوض في التفاصيل وعرض الأسباب التي بنى عليها موقفه.
الحوار بينهما طال كل صفحات الكتاب، كان الشيخ والشاب يتبادلان الأسئلة والأجوبة للتأكيد أو نقض نظرية الشيخ أن الإنسان محكوم بمعدنه وبالمؤثرات التي تؤثر في هذا المعدن كالموروثات والبيئة والروابط، فهو منقاد وموجه بالمؤثرات الخارجية فحسب، دون أن يبتدع شيئًا من عنده ولا حتى فكره.
يضرب مثلاً أنه لو أن شكسبير ولد وترعرع فوق صخرة نائية في عرض المحيط لما وجد ذكاؤه الحاد مواد خارجية توظفه ولما كان بمقدوره ابتكار أي مادة، وما كان ليجد مؤثرات خارجية من تعاليم وآراء ونماذج وعوامل ملهمة ذات قيمة، وبالتالي كما يقول “شيخ “ مارتن ما كان لينتج.
هذا جعل الشاب يقول إذا خلاصة كلامك لسنا سوى آلات وبأن الآلات قد لا تتفاخر بآلية عملها ولا تطالب بمكافأة شخصية ولا بإطراء ومديح لقيامها بذلك، ليرد عليه الشيخ أنها الحقيقة، لكن ماذا عن اللاعب الرياضي في عالمنا العربي؟ مثلاً ما الذي يمكن أن يؤثر في معدنه من الموروث الرياضي أو البيئة؟ وهل يمكن لنا أن نتصور أن تخرج عن ما ألفناه وخبرناه؟
لماذا نطالب اللاعب أن ينتج خلاف ما يعيشه ويعايشه؟ ولماذا نبرئ البيئة والمجتمع من تقييد اللاعب في مساحتنا ونتساءل كيف له ألا يخرج عنها ويصبح لاعبًا محترفًا كبقية اللاعبين في العالم المتقدم؟ لماذا نحجم عن الاعتراف بحقيقة أن اللاعب ليس إلا نتاج ما يصله من مجتمعه وبيئته؟
أضرب مثلاً لو أن صلاح ظل لاعبًا مصريًّا أو وافق زيدان أن يبقى في الجزائر أو لم تهاجر عائلة الملاكم نسيم حميد من اليمن وقس عليهم آخرين غيرهم، كيف كان لمعدنهم أن تؤثر فيه كل تلك المواد الخارجية التي صنعت منهم رياضيين أفذاذًا على مستوى العالم، شيخ مارتن يذكرنا أن المحرك البخاري في أصله صنع من الصخور.