|


بدر السعيد
أبطال الفلاشات..
2020-02-01
مشهد متكرر يطل علينا في كل موسم انتقالات صيفية كانت أو شتوية.. مشهد تختلط فيه التوجهات والاتجاهات.. وتزدحم خلاله الأنباء والإعلانات.. وتبكي معه المصداقية والمنهجية.. ويسهر معه المتابع البسيط حتى ساعات الفجر أملًا في تتبع بصيص أمل عبر تغريدة أحد المتمصدرين!
وعلى الرغم من تكرار سيناريوهاته السلبية، إلا أن المشهد يعيد نفسه مع كل ضيف جديد يحل على رئاسة أحد أنديتنا الموقرة.. وتكمن تلك السلبية في عدة أوجه أولها ضياع جادة التفاوض حين تختلط عليها الحاجة الفنية مع الحاجة المعنوية والإعلامية والجماهيرية، فتجد الإدارات حينها تعيش في مأزق البحث عن ضالتها بين مطرقة دعم الصفوف وسندان الصفقات الفلاشية التي لا تضيف سوى الوهج الإعلامي بتسجيل نجاح فلاشي “وهمي” بين فريق ومنافسه في الحصول على خدمات هذا اللاعب أو ذاك.
وثانيها يكمن في الاستغلال المبالغ فيه نتيجة ضيق الوقت الذي تضع فيه الإدارات نفسها فتكون تحت وطأة الضغط الجماهيري والمالي والشرفي والإعلامي وهو وضع صنعته تلك الإدارات لنفسها في أحيان كثيرة نتيجة ضعف المفاوض أو التردد في القناعات أو الضياع وسط مجموعة الخيارات.
أما ثالث تلك الأوجه فيكمن في إفشاء النوايا والرغبات والمفاوضات الأمر الذي يفتح الباب على مصراعيه لدخول أطراف منافسة على اللاعب نفسه أو أطراف حاضرة بقصد رفع المقابل المالي للاعب وبالتالي إضعاف المنافس ماديًا.. وحتى أكون أكثر صراحة فأوجه السلبية تتجاوز الأمثلة الثلاثة السابقة إلى أبعد من ذلك!
كل ما ذكر أعلاه لم يكن له أن يحدث لولا وجود سواد جماهيري عظيم متعطش لأي انتصار حتى لو كان على شكل فلاش يلتقط لاعبًا من فئة “مشي حالك” وهو يمسك بقميص فريقه الجديد على وقع أنغام الجملة الشهيرة “انتقلت إلى حلم الطفولة”.. وهي الجملة الكفيلة بصنع حالة من الرضا على الإدارة.. ومنها تنطلق الاحتفالات “الصوتية” بالانتصار على المنافس خارج الملعب!
ثمة أمر آخر ساهم ولا يزال في جملة التخبطات الحاصلة في فترات الانتقالات ألا وهو ضعف الخبرة لدى الكثير من الإدارات سواء في طريقة إدارة المفاوضات أو نوعية الاختيار أو توقيت العمل أو جميعها في آن واحد.
بقي أن أقول إن سوق الانتقالات ليس منصة للاحتفال بالبطولة.. بل هو وسيلة تقود إلى تلك المنصات.. لذا فوفروا على أنفسكم تلك الموجات الصاخبة من الأفراح لحين وصول فريقكم إلى الذهب ولا غيره..
دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن.