|


تركي السهلي
إعداد القادة
2020-02-03
يُقدّم معهد إعداد القادة التابع للهيئة العامة للرياضة والشباب عملًا كبيرًا على مستوى الدورات التدريبية وتنظيم البطولات النوعية المؤسسة لقاعدة من ممارسي كرة القدم السعوديين الصغار واستضافة أسماء تدريبية عالمية تعرض تجاربها وخبراتها أمام المدرب الوطني وكل مهتم بالجانب التدريبي في اللعبة الشعبية الأولى في العالم. والمعهد المؤسس في عام 1987م هو الجهة الوحيدة المختصة والمعتمدة في مجال التدريب الشبابي الرياضي ويمتلك لذلك بنى تحتية من سكن ومنشآت وقاعات دراسية.
ويخطط المعهد إلى الوصول لثمانية أهداف معلنة معظمها ينطلق من التوسع في البرامج التدريبية وهو يبلي بلاءً حسناً في اتجاه تحقيق أهدافه إلّا هدفًا واحدًا يبدو أن المعهد بعيد عنه أو بطيء في تنفيذه في الوقت الراهن وهو الأمر الخاص بدعم وتطوير البحوث العلمية المتعلّقة بالشباب والرياضة وهو جانب بالغ الأهمية من المفترض أن يوضع على رأس الأولويات.
والنشاط الذي أبداه ويبديه معهد إعداد القادة في جوانب التدريب جيد إلى حد ما بالنظر إلى حالة الحركة الدؤوبة للمعهد منذ أن تولّى عبد الله فيصل حماد الإدارة على نحو كامل لكن إرجاء تفعيل مسائل العمل على البحوث قد يجعل من اتجاهات المعهد تقف عند حد الطرق النظرية البعيدة عن الفائدة العلمية الكاملة وقد يحوّل المدير الشاب إلى رجل علاقات عامة فقط، فالمعهد مؤسسة كبيرة لديها خططها الواضحة وشريحتها الواسعة من منسوبي القطاع الرياضي ونمط العمل المرتكز على التنظيم يُفقد القيمة الكُبرى للجهة الرياضية المتمثّلة في تهيئة الجو لكل رياضي بأن يعمل ويبدع ويبتكر وينطلق إلى فضاءات أرحب.
لقد عانى ولا يزال يعاني قطاع الرياضة والشباب لدينا من وجود العنصر المختص ودخول كثير من الأشخاص الذين لا خلفية رياضية لديهم ولا علم ولا حتى اهتمام عام وترزح معظم الأندية السعودية تحت وطأة غير المحترفين من العاملين والمشرفين على الألعاب المختلفة وهنا تحضر مسؤولية المعهد في إعداد جيل سعودي مؤهل ومدرب وفي ظني أن ذلك لن يتحقق دونما قوالب علمية أتت من مختبرات البحوث الجادة ويستطيع المعهد أن يعقد شراكات ومذكرات تفاهم من بيوت خبرة في هذا المجال سواء كان من الداخل أو الخارج جامعات سعودية أو غيرها من دول متقدمة. إن التحرّك المُنتظر من جهة الرياضة والشباب التدريبية لابد أن يضع أمامه الفراغ الهائل لدينا من غياب دور العلم في الرياضة وأن تكون هذه الخطوة العظيمة أولى مراحل المسار الصحيح.