|


سعد المهدي
الإملاء والتحريض.. بن زكري وغيره
2020-02-03
البعض يرى أن حرية الرأي والتعبير يجب أن تكون من طرف واحد، يريد مثلًا أن يتنازل نور الدين بن زكري مدرب ضمك عن شخصيته، ورئيس نادي الفيصلي فهد المدلج عن حقوقه، بل وإلى أبعد من ذلك أن يعاقب الأول ويتم التحقيق مع الثاني!
ما الذي فعله بن زكري؟ هذا ليس سؤالًا استنكاريًا، بل للاستفهام فعلًا عما فعله؟ تشابك لفظيًا مع روي فيتوريا مدرب النصر قبل نهاية مواجهة فريقيهما بدقائق وحين أطلق الحكم صافرة النهاية بذل مساعدو فيتوريا جهدهم كي يمسكوا به حتى لا يذهب إلى بن زكري لا أدري ما إذا كان فيتوريا سيصافحه أم ليعاتبه أم ليعتدي عليه.
لا أريد أن أدخل في نوايا فيتوريا وأقع في الخطأ الذي وقع فيه غيري حين حملوا بن زكري كامل المسؤولية عند ترجمتهم للغة الجسد وحركة الشفاه ودخلوا في نواياه بشأن حديثه بعد المباراة أو حضوره إلى مباراة أبها والهلال بما يتماشى مع فكرة شيطنته أو تلبيسه قضية كان واحدًا من أطرافها؟
أما فهد المدلج فتتم محاولة خنقه لأن له رأيًا في آلية انتقال أحد لاعبيه إلى نادٍ آخر، ولأنه يرى أن تعامل ذلك النادي مع ناديه لا يشجع على استمرار التعاون معه، هذا كل ما فعله. هذان نموذجان للتغول وفرض الرأي من طرف واحد والسيئ فيمن يمارسون إصرارهم على الأسلوب ذاته ضد من يعتبرونهم خصومًا لا منافسين. فقبل بن زكري والمدلج كثيرون وربما بعدهما أكثر.
استهداف بن زكري لأنه عبر عن رأيه وقبلها دافع عما يرى أنه حفظ لحقوقه وناديه، ومثل استنكار حضوره مباراة أبها والهلال مع أن حضوره من أوجب واجباته بصفته مدربًا يعمل في المنافسة ذاتها، أو محاولة إسكات المدلج وتخييره بين التنازل عن فكرة المقاطعة أو شن هجوم عليه حتى إسقاطه، هذا تعدى الحجر على الآراء، إلى فرض الإرادة على الآخرين ماذا عليهم أن يفعلوا وبماذا ومتى يتحدثون، وأقل وصف أنه فجور في الخصومة.
الإملاء من بعض الإعلاميين على المؤسسة الرياضية واللجان، والتحريض على من لا يعجبهم أو يرون فيما يقدمونه ما يتعارض مع مصالحهم أو الأندية التي تهمهم، كله أمر يجب أن يتصدى له الجميع وألا يسمح له ولا من يتبنونه بالنجاح في فرض سياسة التخويف هذه، وأن على الجميع ترك الرقابة والتحقيق وإصدار الأحكام لجهات الاختصاص، لا جهات الاختصام.